نصوص أدبية

قبل نهاية العالم

صالح الرزوقأولشاس جانيداروف

ترجمة: صالح الرزوق

مسرحية المخزن (3-5)

 

زياش:

لم أكن أعرف عدد الموجودات هناك.. عشرة. عشرون. ففي مخزني الأول كانت توجد بنات تنجبن الأولاد أيضا. وماذا يمكنني أن أفعل حيال ذلك؟. كنت أشعر بضرورة اتخاذ إجراء. بمن أحتفظ ومن أعيدها إلى كازاخستان. من تعود لحياة الفقراء مباشرة، لتكد وتشقى. كان لي أقارب في كوستناي، وكانوا بحاجة ليد عاملة- شابات مستعدات لرعاية كبار السن. وقد وضعت ذلك في عين اعتياري. انتقيت الناضجات وأعدتهن للوطن. العاملات مطلوبات دائما. هذا كل شيء. أرسلت إيجان للوطن بعد أول عيد ميلاد لتبقى أمها هادئة. ويمكن أن ألاحظ ذلك. كنت متأكدة. كاتيا لم تكن طبيعية. كانت لا تعمل بكل طاقتها. دائما تنتظر شيئا. كانت صعبة هنا، ومتسلطة هناك – كل ذلك بسبب ابنتها. ناديت على أمانتي – أخذ معه إيجان وإثنتين أخريتين، وذهب إلى ألماتي. إحداهن ماتت مباشرة. وعاشت إيجان والثانية. وترعرعتا برعاية ساكين. من يسأل عن أصلهن؟. لن ينتبه هناك أحد. كلما زاد عدد الأولاد تحسنت الحال.

كارليغاش:

كانوا يحضرونهما مرة في الشهر. مرة كل ثلاثين يوما يمكنني رؤية صغيرتي الحلوة، kishkentai، ainalaiyn، شمسي، سعادتي، ابنتي الصغيرة الحلوة، إيجان... كنت أحملها بين ذراعي، وأغني لها أغنية حنونة.. واسألها: هل تريدين زيارة الساحة الحمراء؟. هل نذهب معا؟. فتومئ برأسها ولا تبتسم. لكنها تومئ. لم تبتسم أبدا. فهي لا تعرف كيف تبتسم أو تفرح. يا للأطفال، آه من الأطفال، آه من الأطفال لم يبتهجوا بالشمس والهواء المنعش. هناك يقيدونهم بأنابيب التدفئة من الإبط كي لا يزحفوا هنا وهناك. وكانت ترعاهم مربية اسمها زخرة، ولها سن واحد في فمها منحوت من الحجر. كانت تقرأ القرآن وهي تقزقز البزر.  وكانت مربية لباخا ثم بدأت ترعى الجميع وانتهى بها المقام هناك. كان باخا ابن أخت المعلمة. باخا الشرير. كان ابنا للمعلمة – وهذا يعني أننا وألادنا وأحفادنا تحت أمرته. كان يبلغ ست سنوات من العمر وأي شيء يقع بين يده يكسره. وإذا أراد يمكنه أن يحلق لك حاجبيك.

 زياش:

كان باخا ذكيا. فهو ابن أختي إيغول. وكان يستعد للانتساب للمدرسة. وكانوا يجهزونه للسفر إلى إنكلترا. وهذه هي الخلاصة. لكن نحن فاتتنا الفرصة مع أن ابناءنا وأحفادنا يستحقون ذلك. يستحقون حياة أفضل. وقد فكرت كثيرا بذلك حينما كنت في السجن. يجب أن يكونوا مختلفين. وليسوا على شاكلتنا. يجب أن يحصلوا على أفضل الأنواع، من الطعام والثياب والأسرة والسماعات. بالنقود – كل شيء يتحسن وينمو ما لم ننس الله. طلبت بركة الشيخ وحصلت عليها. قال لي أشيري للنجوم، أشيري للأشجار، أشيري للنهر، وقولي: الله من خلق كل ذلك. وعلمت باخا صلاة الاعتراف حسب التقاليد الإسلامية. كاليمي تايخيد. رمز عقيدتنا. يجب العودة إلى الله بعد كل فعل شرير. فهو يعرف الخيال والحرام في الشريعة. المسموح والممنوع.

كارليغاش:

سيضرب فكك ويبصق بوجهك. وعليك أن تقبلي ذلك. فهو مخول بذلك. هذا باخا. هؤلاء الأولاد يربط وثاقهم بأنابيب التدفئة، ثم يأتي ليبصق في أفواههم. فهم موثقون وهو يشد حبالهم ويخنقهم بها. ولا يمكنهم الاعتراض ويجلدهم بأداة قتل الذباب كما لو أنهم ذباب. رأيت ذلك بأم عيني. فهو زعيم على الأولاد وكان يحاكي ما تعلمه. هي تضربنا، وتهيننا، وتبصق علينا، وتحلق شعورنا، وتسكب الماء البارد علينا، وتحبسنا بالخزانة، وتطعمنا القاذورات، وتجبرنا على لحس الأرض، وقد رأى كل ذلك. وكانت لديه سلطة مماثلة. وكان يفعل مثل ذلك بأولادنا. كانوا مرضى وهو معافى. كانت إيجان صغيرة. و لكن دب الذعر بقلبي. وحينما أخذوها مني، انتابني التشاؤم. قالت المعلمة:

زياش:

إنها بمكان آمن. في البلاد.

كارلاغاش:

صدقتها. صدقت أنه آمن. فهو أفضل من هذا المكان.

(ترتجف كارليغاش على الأرجوحة، وتهتز الأرجوحة.

تقبض  زياش على قبضة الأرجوحة وتنظر بلا تركيز).

كارليغاش (تواصل):

كل شيء أصبح خانقا ومرعبا مجددا. ثلاث كلمات في اليوم – هذا كل ما يسمح لنا به في المخزن. أحب الغناء والاستماع للموسيقا. ولكن لا يمكنك أن تفعلي شيئا من أيهما. وحاولت الكلام أحيانا. ذهبت إلى أوليا ثم ماشا. وتانيا ولينا وآنيا. ولم يحصل أي شيء مزعج. ومر أول شهر ثم شهران. ثم اعتدت على الجو. من يفكر بالكلام؟. فهو يتعبك فقط ولست بحاجة لشيء. بالأخص الكلام. ولماذا يجب أن نتكلم؟. اسألي عن سيريك. لم أكن أحبه. فهو يعرج لسبب ما – أعتقد أن حمارا داس على قدمه في الطفولة. هكذا قالت المعلمة. وأكد هو ذلك. وحينما شرب كثيرا من الفودكا، أكثر من المعتاد، تذكر. لقد تعرض للضرب الفادح في إحدى المناسبات في المخزن. وألقى أمانتي كيسا من البطاطا على قدمه، 45 رطلا. ونسي الحادثة وعلقت بذهنه رواية المعلمة. كنا نتكلم كرجل وزوجته، وكل ليلة. وكان يحضنني فأشعر بالامتعاض. منه، ومن الفودكا والعمل والناس.

زياش:

أعلم ماذا أريد. أن أبني مسجدا – هذا هو حلمي. مسجد في قريتي، على تخوم كوستاني حيث يعيش جدي ata وأبي koke وعمي aga. المخزن و"الغبار الأبيض" والفودكا مقابل 30 روبلا – هذا كل شيء. لقد ادخرت من أجل حام حياتي، وهذه نهاية المسألة. وضعني الله في موسكو ولم أرغب بذلك. لم أكن أشرب. كنت أفكر بنفسي دائما. سأبني لنفسي بيتا وأفرشه بالبسط الفارسية. وسأشتري شقة للمستقبل. وحينها يأتي الشيخ مع القرآن أرافقه إلى المسجد في موسكو ويستقيم كل شيء.  كنت أهرب من الله في كازاخستان- ولكنه وجدني هنا. وها أنا أحلم. جاء الوالد وبيده ساعة وقال: الجارية تلد سيدتها. وفهمت – أنه لا يمكنني الهرب من الله. فهو يكلمني.

كارليغاش:

هذا يكفي ليسبب لك الجنون. بعد عام ونصف بدأت أفقد عقلي. فقد ذهبت إيجان. وتبين لي أن سيريك أحمق. المستودع. الحمام. المنصة. المستودع. المنصة. الحمام. ذهابا وإيابا. كأنك على أرجوحة، ولكن تتحرك بالاتجاهين في نفس اللحظة. وكل يوم هناك دم. ولا يمكنك تجنبه. لا مجال لتجنبه. ولا يمكن المغادرة أو الخروج. وشمسي، إيجان، كانت واحدة منهم. فالأولاد هنا كالرهائن. والأمهات لا يمكنهن فعل شيء ما دام الأولاد أرقاء. والجميع يشعرن بالخوف على أولادهن وليس على أنفسهن. ثم هناك المعلمة. كلبة لئيمة، اشترت التلفزيون، اشترته ووضعته أمامنا لننسى مصائبنا. وبدأنا ننغمس ببرامج التلفزيون. وشاهدنا تلك السلسلة التركية "القرن العظيم". كل شيء عن الحياة في قاعة. والجميع مشاركات. أنا حوريم. وأوليا هي غولفيم. وماشا أصبحت فاطمة. وتانيا هي ميريماه. ولينا أصبحت بيهان. وكلنا كنا أنيقات. وبدأنا نتكلم ونتحاور وتيسرت ظروف حياتنا. أو هكذا بدأنا نعتقد.

زياش:

سألت الشيخ عن النساء فأخبرني عن القيامة  kiyamat. يوم الحساب عند المسلمين. وكيف أن زيادة عدد النساء ليس علامة جيدة. حين يصبح عددهن خمسة أضعاف عدد الرجال تحل النهاية. ولذلك لم أتعاطف معهن. لا يمكنك الإشفاق على النساء. مع أنني امرأة، شعرت بذلك. كانت والدتي تضربني وجدتي ضربت أمي. ولكن أنا من علمهما. rakhet. لاشكر على ذلك. نحن لسنا بحاجة zhaksy أو tamasha. لا شيء جيد ولا شيء عظيم. وهذه هي النهاية. إنما أنا من علمهما. لم تكونا بحاجة لمفاتيح الحمام. يمكنهما التبول في السروال. هذه تعليماتي. ويجب أن تكونا أقوى مني، أنا قوية. وكان زوجي السابق يقول إنني لست كازاخية. أين نقطة ضعفك وهوانك وهشاشتك؟. أين؟. أنا لست كازاخية عادية.

كارليغاش:

جلست مرة خلف المنصة ثم استلقيت على الأرض. وربما نمت واقفة. لم أكن أرغب بذلك. ولكن سقطت بالنوم. واستيقظت بسبب صداع. ورأيت زبونا أمامي. كانت قدمه بجانبي. ركلني برأسي. اعتقد أنني رأس ملفوف في كيس. ولكنه كان رأسي الملفوف بغطاء الرأس. حسنا. كلنا نغطي رؤوسنا خلال العمل. ولكنني لا أحب غطاء الرأس – إنما أرتديه عنوة. ماذا يمكن أن تفعلي إذا حلقت للجميع رؤوسهن؟ كانت المعلمة تحلق لتظهر صلعتها. ولا أعرف سبب تلك الفكرة، لا أعلم أبدا. وفي أيام الجمعة كانت تنادي علينا جميعا، وتحلق لنا شعرنا الواحدة تلو الأخرى، بواسطة آلة حلاقة صغيرة، وتلك هي القاعدة عندها.

 زياش:

لا تسريحة، لا شيء. فقط الصلعة.

كارليغاش:

وكنا نخجل من التجوال بهذا الشكل. فكل طاقتنا، وكل جمالنا، وكل شبابنا مخزون في الشعر. هناك في الشعر. وهو الذي يربطنا بأسلافنا. وفيه أولاد المستقبل. وفيه تجد Tengri إلهنا الأول. سيدنا في السماء.

زياش:

من خلق الإله الأول؟. هز الشيخ رأسه، وانتابه الغضب. أخبرته عن السماء، والبدو وسحرة القرية. كان الكازاخ سابقا وثنيين. وتحولوا للإسلام. هل عادوا لوثنيتهم؟ هذا غير جيد. كان شيخي عجوزا. وأحببته. فأنا لا أحب الشباب. ورأيت ما يكفي من مشاكلهم. إنهم جشعون. وكل ما يفكرون به النقود. لا روح فيهم. لا وجود لله في قلوبهم. ويعرفون شيئا واحدا: العرس يعني إنفاق النقود والجنازة تعني إنفاق النقود. وأي احتفال يحتاج لإنفاق النقود. اشتري سيارة جديدة وابحثي عن شيخ ليباركها. بتعبير آخر، النقود هي كل شيء.

كل الشباب من هذا النوع. والأذكياء يتحولون لشيوخ أو بيروقراطيين. الأغبياء فقط ينضمون للشرطة. وكلهم يتعرضون للجلد.

كارليغاش:

أوليا لا ترغب بقص شعرها. فهي Gülfem جميلة جدا دون أي ترتيبات. شعرها طويل وها هو مجددا zhuma يوم الجمعة الأصلع، كما نقول ساخرين. وخلاله تعرضت أوليا للجلد وحلاقة الشعر. لم يتبق لها ولو الذنر اليسير على رأسها. بل كان أصلع تماما كالعادة. أصلع وتبرز منه أرض الرأس. وبصمت ارتدت غطاء رأسها وذهبت للفراش. وفي الصباح حين استيقظنا –  شاهدنا أوليا  شنقت نفسها في الصالة. شنقت نفسها في صالة المستودع. وألقت المعلمة اللوم على التلفزيون وفورا أزالته. لقد ساءت الأمور بسبب التلفزيون. لقد تفاقم الضرب والشراب والصمت. وكنت أعمل لأن إيجان في كازاخستان. أنا هنا وهي هناك. ولا يمكنني أن أفعل شيئا حيال ذلك. وأخبرتنا المعلمة أنه يمكننا الانسحاب.. قالت لي:

زياش:

سأسمح لكم بالانصراف. من ترغب بذلك؟.

كارليغاش:

لم ترغب أي منا. لأن أحدا منا لم يتلق أجره بعد. وعدت أن تدفع لنا كلنا- لاحقا. كنت أعتقد أنني وفرت ما يكفي. خلال عامين يمكن توفير الكفاية. ولكنني لم أكن أمتلك كوبيكا واحدا بيدي.أما أوليا فقد ألقوا بها في كومة النفايات.

(ابتعدت  زياش عن الأرجوحة، وقفت بالجوار وبدأت تهز الأرجوحة ببطء كأنها مهد طفل.

وجلست كارليغاش، ونظرت للمعلمة، وأمسكت بالقبضة).

زياش:

قبل نهاية العالم سيرغب الناس بالموت وسيحسدون الأموات. الوقت يعبّر عن حقيقتهم. لقد اختارونا. كلنا نسير بظل الله، وحده، الرحيم، والقوي. والإيمان سيأتي عاجلا أو آجلا. لماذا يحتاجون للنقود؟. لم يكن لدي نقود في أول خمس سنوات في موسكو. لا شيء غير البضاعة. أما النقود كلا. كنت أحمل البضاعة وأبيعها. ثم أشتري المزيد، والمزيد. ولم أكن آكل. وكنت أوفر لمزيد من التجارة. لم أكن بحاجة للنقود. وهم كذلك. لديهم طعام، ومكان للحياة والنوم. وكنت أعمل ليلا ونهارا. من الصباح للمساء - وهذا واجبهم كذلك. ومن يبلغ النهاية سيربح في النهاية. وأنا رابحة. هذه هي الحكاية.

كارليغاش:

كان طعامنا سيئا. نأكل القليل وفي أوقات قليلة. مرة في اليوم، صباحا. معكرونة صينية فاسدة، ولا نأكل غير الأطعمة الفاسدة. أستيقظ في الصباح، وأرتدي الوشاح، وأذهب مرة للحمام وأتناول طعامي بثلاث دقائق. هذا فقط. ثلاث دقائق. كانت سونيا المسكينة بطيئة. وتأكل ببطء. وكان أمانتي يأتي من ورائها وينهرها من قفا رأسها – "بسرعة. بسرعة". كنا نأكل على عجالة ونحرق ألسنتنا. نأكل بسرعة متهورة. ونذهب للسرير في الثالثة وننهض في السادسة. أنام ثلاث ساعات، وكذلك ماشا. تانيا. لينا. وآنيا. ولكن ناتاشا تنام خمس ساعات لأنها هنا من فترة طويلة وقد استحقت هذه الميزة. وكانت المعلمة تقول لي:

زياش:

حينما تمر عليك خمس سنوات تستحقين خمس ساعات للنوم.

كارليغاش:

كنت أعتقد أنني سأفر من هذا الجحيم ذات يوم وأول شيء أفعله أن أنام لفترة طويلة.

زياش:

لا شيء غير النفقات – كل إنسان له فم، وكل إنسان له معدة. امنح الشرطي ومدير الهجرة بعض النقود. امنح النقود لتعيش خارج السجن. غادر سيريك، وطلبت منه أن لا يبتعد. ولكنه لم يمتثل. كان يذهب هنا وهناك وانتهى به الأمر بالتوقيف. سألوه: من هو معلمك. فقادهم لي. وهذا كلفني النقود. إنها نفس الحكاية. علي أن أدافع عن الجميع. ويجب أن أحل كل المشاكل. وهذا يسهل عليهن حياتهن. هن يعملن ويحتفظن بأفواههن مغلقة. النوم والطعام. ما السيء في ذلك؟. أنا ربهن، فهل يغفر لي الله هذا الادعاء؟. قلت لهن مباشرة – أنتن بأمان معي، المكان هنا آمن، ومناسب. لكنهن لم تقتنعن بكلامي. وطلبن النقود. ثم ركل أحدهم النافذة في إحدى الليالي، وأشعل بعض الأخشاب حول المخزن. ربما هم فاشيست أو من حليقي الرؤوس أو ما شابه. وهكذا اقتنعن بكلامي. لاحظن أنني لم أشعر بالخوف مما جرى، وأن من اقترف تلك الأفعال الشائنة دب في قلوبهم الرعب.

كارليغاش:

طلبت ماشا مرة النقود. وفتحت آلة النقود وحملت حوالي ألفين. كان هذا يوم عيد ميلادها. واكتشفت المعلمة الفعلة. وحنقت عليها. وضربتها. كلا لم تضربها فقط، بل جلدتها بالسوط. ولدينا طاولة لهذه الغاية – إنهم يعرونك من الثياب ويلقونك على البطن. ويربطونك عارية ثم يجلدونك. لقد جلدناها. وكانت المعلمة تراقب. وابتلعت ماشا بعض الحبوب المهدئة لتتمكن من النوم وربما لتنتحر. ولكن أجبرناها على التقيؤ. ثم كررنا جلدها. واشتركنا بالعقاب وكانت المعلمة تراقب. بعد ذلك شربت ماشا الخل وأحرقت جوفها. وشرعت بالصراخ، ولكن المعلمة كممت فمها لتخرس.

زياش:

لم أتمكن من الاستنجاد بالطبيب.

كارليغاش:

هكذا قالت. وأرسلتها بسرعة إلى كازاخستان، ولاحقا، ماتت ماشا. وبعد ذلك جاءت فتاتان جديدتان.

زياش:

سفيتا وليزا.

كارليغاش:

هما سولي وليازات.

(تهز  زياش الأرجوحة بقوة. ولا يمكن لكارليغاش أن تصمد، فتمسك القبضة بكلتا يديها).

زياش:

لقد شيدت مسجدا. وهو هدف حياتي. كنت أوفر وأتابع، ثم تركت المخزن خلفي – تركته بعناية أختي. ويمكنها أن تعتني به. فقد بلغ السيل الزبى لدي. لقد عملت بكل طاقتي. وأجهدت نفسي كثيرا. لقد عانيت وتألمت. وهذه هي القصة. كنت أعاني من السهاد. ولم أتمكن من الرقاد لست سنوات. لم أغمض عيني لست سنوات. كنت أشغل كاميرات الفيديو طوال الليل – وأراقب ما يجري في المخزن. وأشاهد كيف يعمل الجميع. ثم أراقبهن وهن نائمات لحوالي ثلاث ساعات. هن ترقدن وأنا لا أنام. وكنت أقول"أنتن تنمن كثيرا، ويكفيكن ساعتين من النوم". فقد كنت أصمد بلا رقاد. وهذا يعني أنه يمكنهن أن يفعلن ذلك. وفي إحدى المرات سقطت بالنوم وحلمت بوالدي. نعم، وكانت معه تلك الساعة وقال:"الخادمة ولدت سيدتها". ثم حلمت ماشا بالجنسية. ووعدتنا المعلمة أن نحصل عليها جميعا. كانت ماشا تأمل أن تقوّي وضعها بذلك. وتتجول في الطرقات برأس مرفوع. لكن سونيا رغبت بسيارة. ووعدتنا المعلمة بسيارات. وكانت سونيا تحلم أن تقود بسرعة. سرعة جنونية. أما أوليا... فقد وعدتها المعلمة أيضا.. كنت أنا أريد شيئا. وأوليا تفكر بشيء. وماشا تفكر بغيره. وسونيا بغيره. أوليا تريد شيئا. وماشا تريد شيئا. وأنا أيضا. لكن ماذا كنت أريد؟. ماذا كنت أسعى لأحصل عليه؟..

زياش:

طلبت منها أن تأتي وتقابلني وأخبرتها بموت إيجان.

 

 

في نصوص اليوم