نصوص أدبية

تأسرني المدينة

محمد المهديتأسرني المدينة،

وتطويني بين دفات الضجيج .

وتسرع إلي الأزقة الخلفية،

هلوعة من هول الناس .

والشمس يحضنها الإسفلت،

بعدما تزهر الفوانيس،

وتمتد خيوط النور إلى ردهات الظلام

وسراديب العشاق ..

حيث ينكسر الحب وتنهزم الأشواق .

وحيث تختبئ العيون

وتلوذ الأنفاس إلى الأعماق .

هي الساحرة،

تتزيا بالأضواء والأهواء .

وتنثر الدهشة في أحضان البؤساء .

هي الثائرة تلتحف الصدى اليومي،

وتصدح بألحان البوح والعذاب الدفين،

وايام التيه في غربة الرغيف .

تسافر في أعماقي الدروب،

وتجوبني هالات الحزن

وأطياف الكروب .

مني المدينة ولي منها سر البوح،

وانفراط عقد الصمت الكتوم،

وشوارذ الحروف الموات،

وما تبقى من اغنيات .

لك الولاية أيتها الساحرة الآسرة،

ولك المجد كلما ذكرتك،

وكلما صار للغد الهروب وجه القمر!!

***

محمد المهدي- تاوريرت

 

في نصوص اليوم