نصوص أدبية

كان صديقـا ورحل!!

محمد المهديالى روح رفيقي وصديقي

 الراحل المناضل الشريف

علي محمدي في مقامه السامي

 

لقد كان طيفا زائلا..

تبدد مثل حلم هارب

رسمناه بماء الأمل،

و حبر من عرق ودم .

لملم حقائبه على عجل،

و قد أَطَلّت قطرات الندى

على جبين الفجر،

واستلقت الشمس حَسيرة

على أطلال العمر ..

مُوفٍ على خُلجان الغد البعيد

ريحكَ المضمخُ بالمرح والسّلوان،

يا قرينَ الفرح المندسّ فينا

خلف القضبان .

ويا جرحا غائرا فينا يأبى النسيان.

ويا وجعا مُوغِرا

ينكأه العدم !!

قد كان للروح إسما بدون حروف،

يتغيا انزياح التاريخ عن مقلة العارفين،

و كنت أنت ترسم وشما على جبين الوطن

الهارب خلف الأزمنة .

تناثرت كلماتُك تملأ الفضاء

زهــوا ..

ابتسامتك، ضحكاتك، قفشاتـك

وجعك الدامي، وكل ما يبكيك ..

أنينك القاهر بعيدا عن أعين الليل المارد،

وعن وشوشات العسس الرابض

على مدارج الطرقات .

لقد أتتك الشهادة أيها الزاحف إلى الموت ..

لها وسامٌ حين تحضنك،

وتُنيخ عيسها الأيامُ على أعتاب بابك !!

حين تَخرجُ من صمتِها الأوجاعُ

والكلماتُ تَتْــرَى،

على خُلجان الخلودِ تَرتمي،

مثخنةً بجراح الحاضر والآتي .

ذكرتك حين ذكرت الساحات

وحناجر الزاحفين نحو رغيف الخبز

المضمخ بالعرق اليومي

وبالأنيــن.

ذكرتك حين ذكرت اسم الشهداء

وأطياف الراحلين مع الأمـل،

والأفقُ موشومٌ بهالات

الفلاحين القابضين على معصم المنجل،

والكادحين المنذورين بشقاء العمــل.

رحل الذين تحبهم رحلــــوا..

فما عاد في القلب مكان للفرح

وما عاد في العين متسع

لدموع الوجع..

فيا قبسا من شجن،

إلقي إلينا قصفةَ جَلَــدٍ

تُوقف فينا نزيف العمر،

وتنثـر بُريعمات السّلوى

على ضفاف الفؤاد ..

لعل ظلال النسيان تُورف علينا،

لتزيح هجير الحنين من على السحنــات،

ولعل بلسم الموت يورق

بين صخور حينـا،

أو لعل المسافات تنصهر بيننا،

لنضرب موعدا آخر

عند رصيـف الوطن .

 

محمد المهدي . تاوريرت

02/11/2018

 

في نصوص اليوم