نصوص أدبية

يومًا ما سأطير!

صحيفة المثقفنص مهدى إلى:

الدكتور علي ثويني وعائلته الكريمة

 

ما الفرق بين أن تولد في بلد وبين أن تولد منه؟

استباقًا للجواب فأنا خلقت منه لأموت فيه

 عبر سنوات العمر التي أحياها على اصطبار اللقيا به وعناقه وشم ثيابه.

عبر الحلم به والغناء له والتجمل بالتجلد رغم سطوة الحنين..

بكل رفق اسمع خرير الماء وهو ينزلق من بين مسامات روحي.

يأخذني بعيدًا إلى وجوه لم ألمس دفئها. ولم تنم كفي في راحة يديها

ولم تجر ضحكتي على خدها الأيمن لأقبلها بفم الحب ونسيم يحف كل هذه الصور..

ولأنني خلقت من نفس ترابهم. أدمنت النوم على العشب.

 أفكر في النخلة الطويلة وفي النجوم الحارسة للسماء وأنا أنصت لأغانيه.

 هل كان يغني العشب؟

 ألم يكن نديًا! كيف لا يغني إذًا.

 أردد قصائد المجانين ببغداد. وأجفف الدم عن كلماتهم المجروحة..

أراقب أسمائهم كيف خرجت من فمي.

أتحسس من ندبة يتركها " علي " الذي غادر وطنه مبكرًا

آخذًا معه شجرتين هرمتين

 دفنهما في مقبرة سويدية مصبوغة بالعشب والمطر والزهور

ربما خط على شاهدتهما " هنا يرقد أمي وأبي. شجاعان في زمن جبان "

بين حجارة الأمل وحجارة الذكريات يحك اسمه حتى ينسلخ فيدميني!

 هل أبصرت بكائي يا علي؟

هل أبصرت!

 ***

بلقيس الملحم/ شاعرة وقاصة من السعودية

....................

في حكاية شعبية من تراث الفرات تفسر طيران الطيور كلها باستثناء الدجاج، يحكى أن الطيور اجتمعت ذات يوم وقالت: سنطير غداً إن شاء الله! لكن جد الدجاج قال: سنطير غداً إن شاء الله أم لم يشأ. وهكذا طارت الطيور كلها في اليوم التالي إلاّ الدجاج!

 

في نصوص اليوم