نصوص أدبية

يا أنتِ يا حضارة

رحيم الغرباويأيَّتُها المرأةُ البابلية

يا نشيدَ الأرض

وياروضَ المديات والآفاق

والسِّحر الذي شغل القلوب والأذواق

وأناخت بمحاريبه دولة الياسمينْ .

أنتِ مَنْ أسَّس للحياةِ جمالها،

وسحرتِ بطلعتكِ أنيق ابتسامتها

بالألق

بالصفاء

بالزاكيات الحيارى على مدى الدهور

والعصور

وعوادي السنين !

كيف للحرِّ أنْ يعيشَ حرَّاً

وسِحركِ مَنْ صار له وثاقاً

وسهامِ عينيكِ بهرجاً قتَّالاً،

وشذاك الذي لايزال يسحرنا بطيفك المقدس الأمين؟ !

أيَّتها الإلهةُ المنبعثةُ من عمقِ الحضاراتِ،

تسمَّرتْ عيناي بفتنة هيبتكْ،

وتشظى فكري في أمواه مآقيكْ،

وقلبي مافتئ يلبِّي قوانين ما تُشرِّعينّ !

أيَّتُها الحضارة اللطيفةُ التكوينْ،

مانزلتْ الحضاراتُ،

ولا رَسَتْ سفائنُها إلَّا من بحرِ فيضكِ الوضيء الجبينْ !

أيَّتُها المرأة الغاضبة بخيولِ أرادتك،

تزرعين في قلب عدوَّكِ رعبَ الأشواق؛

ليلاقيك مستسلماً،

فأنتِ يا حضارة الإنسان التي تأسستْ من جوهرك

ولأجلك يا ألق المستبدِّين،

ينتصرُ الحنينُ

لدنياكِ ويزدهر رافعاً كفَّيه إلى سماواتِ عشتار؛

ليضفي على تمُّوز بدعائهِ هالة اليقين؛

لأنَّكِ أنتِ هالة اليقين !

يا عطركِ الرهيف الذي ذاعَ جبروته في ذائقة كلِّ النفوس

وهكذا يذيع قمر العاشقين

و ياخصركِ المُترَف الطوق

المهياف الرزينْ .

لعلَّ الشمسَ تفيضُ بندى شروقكِ

والقمر لابدَّ أنْ يضيء بمحيَّاك الوضيء المكينْ .

بابليةُ أنتِ كجمالِ عذوبتكِ

عراقيةٌ،

وستبقين في سماواتهِ الغيثَ المعينْ .

***

د. رحيم الغرباوي

 

في نصوص اليوم