نصوص أدبية

لنِعْمَ العَيْشُ ما بين الرِّفاق

نور الدين صموديحسُن في البداية أن تُقرأ الأبيات الأصلية الموضوعة بين الأقواس لمعرفة ما قاله عبد الرحمن بن أنعُم ثم تـُقرأ ضمن التشطير بعد التقديم وقبل التعقيب:

 

التمهيد

لـَنِعْـمَ العَــيْـشُ ما بين الـرِّفـاق ِ*زمانَ الوصـل في أرض ِالعِــراق ِ

مـع الأصحـاب أهــل الــود فيها*وهــم كانــوا بهــا خـيْــرَ الرِّفـاق

ولمّا طـالَ عـيْـشي في حِــمــاها*مع الصَّحْـبِ الكـرام ذوي الخـَلاق ِ

رحلــتُ إلى مَــزاق وكــان قـلــبي*مــع الشــوق المُـبَرّح في سباق

 وظـل القـلبُ يركضُ في  ضلوعي*بـرغم الوجد من طـول ِ الفِـراق

لــبـغـْـدادَ التــي تـبـقــى مَــنـــارًا*لــحــاضــرة العُـروبة في العراق

التشطير

(ذكَــرْتُ القـيروانَ فهـاج شـوقـي)*وقـد زادَ التذكـُّرُ في  اشتياقي

وقلتُ: متى الوُصولُ؟ فقال صحبي*(وأين القيروانُ منَ العراق !ِ؟)

(مَـسيـرة َ أشهُــر ٍ للعِــيـسِ نـَصًّـا)*كأنّ العِــيـرَ كانـتْ في سِبـاق ِ

لهـا ظـَلـَّـتْ، تـَزيــدُ الــعَــزْمَ، بـِيــدٌ*(وللإبـل ِالمُـضَــمَّـرَةِ العِـتـاق ِ)

 (فـبـلـِّــغْ أنْعُــمًـا وبَـنـي أبــيــهِ)*ومَــنْ كانــوا جــميعا من رفــاقي         

وأهــلَ الــودِّ مــن أحْـبـابِ قلبي*(ومَــن يُــرجَى لنـا وله التـلاقـي)

 (بـِأنّ الله قــد خـَلـَّى ســبـيــلـي)*ويسَّــرَ، نحو أرضي، في انطلاقي

على حَـدْوِ الحُداةِ مَـشَتْ بحزم ٍ*(وَجَـدَّ بــنا المَـسيـرُ إلى مَـــزاق ِ)

التعقيب

ولما طال شوقي صِحْتُ وجدًا:*وأين مَـزاقُ مِـن أرض العِـراق؟ !

تَمَزَّقَ في الهوَى قلبي اشتياقـًا* فـيا للقـلـب من طــولِ اشتيـاقي!

وقــد طـــال الرحيل وكنتُ فـيه*مـع الشــوق المُـبــَرّح في سبـاق 

إلـى أمٍّ رؤوم عــانـقــتـْــنــي*فـــأجْــمـــِلْ باللــقــاء وبالــعِــنــاق ِ

وإن عــنــاقها يشفي فـُـؤادي*ويُــطـْفــئُ نـــارَهُ بــعــد الفـِــراق ِ

 وقد تـفـْنـَى مـحَـبَّـة ُ كل  شيء*وحـبُّ الأهـــل والأوطــان بــاق ِ

***

نورالدين صمود

 القيروان 7/8/9/2018         

......................

كلمة لابد منها

عبد الرحمن بن أنعم أقدم شعراء الشمال الإفريقي، والحديث عنه يطول، وسأكتفي هنا بالإشارة إلى أنه كان واليا في زمن أبي جعفر المنصور على المظالم بالعراق، وقد ذكرت المصادر والمراجع أنه قال يومًا: قلت للمنصور:

(إني تركت عجوزا خلـَّفتـُها بالقيروان أحبُّ الرجوع إليها، فأذِن لي.)

وفي طريق العودة قال أربعة أبيات في الحنين إليها، لها شهرة واسعة بين القراء.

وقد قمت بتشطيرها ومهدت بستة أبيات لكل من التشطير والتعقيب.

 ....................

هامش

الأبيات التي قالها عبد الرحمن  بن زياد بن أنعم في طريق عودته من العراق إلى القيروان:

ذكــرتُ القـيروان فهـاج شـوقـي*وأين القيروانُ منَ العراق !ِ؟

ـسيـرة أشهُــر ٍ للعــيـس نـَصًّـا*على الإبل المضمرة العتـاق

فـأبْـلـِــغْ أنْـعُــمًـــا وبَـنـي أبــيــهِ*ومَن يُرْجَى لنا وله التلاقي

بــأنّ الله قــد خـــلـَّى سبيلي*وجَــدَّ بـِنا المُـسـيرُ إلى مَـــزاق ِ

المصدر:

 أ) طبقات علماء إفريقيا وتونس لأبي العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني المتوفـَّى سنة 333هـ / 944م تحقيق علي الشابي و نعيم حسن اليافي /الدار التونسية للنشر 1968 ص 102.

ب) الحلل السندسية في الأخبار التونسية لمحمد بن محمد الأندلسي الوزير السراج المتوفى سنة 1149هـ تقديم وتحقيق محمد الحبيب الهيله الدار التونسية للنشر جزء 1 ص 254 طبع سنة 1970

وبين الكتابين اختلاف طفيف في الأبيات، وقد أوجزت هذا الخبر، واقتطفته من سياقه في المصدرين المذكورين للإيجاز.

 

في نصوص اليوم