نصوص أدبية

عتابٌ إلى أبي الطيّب المتنبي

جواد غلوميا عَــمّــنـا المُــتـنَـبّـــي هــاجَـنــي هَــلَــــعٌ

قَـــومِــي هَــوانٌ عَــريْــض مـا لـه زخَـــمُ

 

الخَــيْــل والــليْــل والــبـيْــداء تَـعْــرفــهُــم

شَــعْـــبٌ جَــبــانٌ ورعْــديــد ومُـــنْــهَــزمُ

 

هــذا الــذي نــظــر الأعـمى بــه خَــطــلٌ

فَــعَــابَــهُ ، وتَــوارى مــن بــه صَــمَــــم

 

مــا لـي اكَــتّــم شـعْــرا فــيـه مَـفْـــسَـــدة

ولا يُـــطــبــبُ داءً مَــــن بِـــه سَــقَــــــم

 

ما ينـفـع الــشعــر جُـهّـالاً بـهـم سَــفَــــهٌ

ان كــان قــائِــدُ شَـعْــبٍ شــكْلُــهُ صَـنَــم

 

ولـم أجِــد مـثــل ذي الأقْــوام مَـهْــزلــةً

الــروم تـسْــخر والإغْـريـــق والعَـجَــم

 

جَــهْــلٌ تَــفَـشّــى بهـم في كـل زاويـــةٍ

وغــادر الحبْــر والــقــرطاس والقلَـــم

 

هي العزيمة ضاعَــت من ضمائِـرهُــم

واسْــتَــوطَــن العقْــم والتبديد والهَــرم

 

لا يــظْــلم الله أقْــوامَــا بــلا سَـــبَـــبٍ

إنّ الـرعــاديْـــد لا نُــبْــلٌ ولا كَــــرم

 

فلتنظروا كيف هذي الناس قد نهضت

الـى المكارم صعْــداً ، فالـعلا شَـمَــم

 

ونحـن نسْــفل قــاعاً بعْــد مُــنْـحَــدرٍ

يَــسوقُــنا الوهم والتضليْـل والحلُــم

 

نعــيْــش وسْــط ظلام حالِــك أبَــدا

رفـيـقـنا الشّــؤم والخـذلان والقَـتَـم

 

تسمو الشعوب بناءً ، رفعةً ، خُلُقا

ونحن نهْــدم عمرانا كما هَــدمُــوا

 

نُروى بـبول بعيـرٍ ، ننتشي نجسَــاً

كما يَـبول بخلْفٍ ، عكْـسهُ الغَـنَــمُ

 

أبـا مُــحسّـد قُــلْـتَ الشعــر أعجبهُ

أمـا سكَــتَّ ؛ فـماذا ينـفـع الكلــــم

 

هي العقول تـناءت والعيون قَــذى

فــلم نَــعُــدْ لسليم العـقـل نحتكـــم

 

أضحى الحقير شريفا والدنيء أباً

وضاعت القيم السـمحاء والشيَــم

 

الليث حَــنّ علينا واختلى حَـزَنــاً

صار الحقير بـديلاً عـنه يـبتســمُ

 

فالموت أمنية الأحرار في بلَــدي

اذا بدا اليأس والإحْـباط والعَــدم

***

جواد غلوم

 

 

 

 

في نصوص اليوم