نصوص أدبية

أيها الساكن في وجداننا

 

 القصيدة

من مقهى في حي دراغ (1)

أقفلت أودّع ليلاي

 فكتبت بيتين من الشعر

الأول آهات حرّى  ... أحرقت البيت الثاني

...................

 

في مقهى شعبي في (واقف)(2)

طلبت فنجاني قهوة

احتار النادل حين رآني وحيدا"

- لا تحتار... الفنجان الأول لي

والثاني للساكن في الوجدان ...... وطني

احتج الفنجان الأول.... فلقد أخطأت الترتيب

.......................

 

في ( هربين)(3) ......

 دخلت ( شنشنغ )(4) غرفة نومي

ما وجدت تختا".... بل وجدت خارطة  يحملها تمثال السيّاب

- هل هذا بوذي آخر ؟.... ما أحلاه !

-لا سيدتي... هذا وطني...

وفيه عرفت الله!

......................

 

في ديربورن(5) ..........

قصّت امرأتي ضفائرها

نذرتها..... لاوراق (الياس)

لونبتت في ارض أخرى

وحملت نفس العطر 

كما لو كانت في وطني!!!!

.................

 

في فيركاس (6)

ما رفّت عينا بيلار(7)

وهي تحدق في (زيق) قميصي

- ها قد حانت ساعة نصري!!!

وساحظي بامرأة تعشق ترحالي وجنوني

لكن  ... قد خابت والله ظنوني

كانت تنظر في خارطة الوطن الموشوم على صدري

.......................

 

في كيب تاون(8) .......

سألتني قارئة الكف

حين احتارت قطع الخرز

في فك رموز أحجيتي

 عن أي طلاسم أخفيها.....

عن أي تعاويذ احمل

احترت..... واحتار جوابي

فانا لا احمل الا  ماءا" رقراقا" من دجلة

وخصائل شعر امرأة ..... من بغداد

............

 

في نزل صيفي ببرلين.....

هزّ الشوق مضاجع أجفاني....

أمسكت العود ودندنت:

(بغداد....

 وهل خلق  الله

مثلك في الدنيا اجمعها)

أهتزت قيثارة أضلاعي .....

ردد قلبي:

(على المحبوب ودّوني.... على بغداد  يا ناس)

 

صقر الحيدري

[email protected]

 

.......................

(1) حي دراغ: احد إحياء بغداد الحبيبة

(2) سوق (واقف): معلم تراثي من معالم مدينة الدوحة/قطر

(3) هيربين: مدينة صينية تدعى بمدينة الثلج أو باريس الشرق وهي بوابة  الصين إلى روسيا

(4) شنشنغ : شابة صينية جميلة  تعشق العراق والعراقيين  حد الثمالة

(5) ديربورن: إحدى المدن الأمريكية التي تضم  جالية عراقية كبيرة

(6) فيركاس :مدينة فنزويلية سميت تيمنا باسم خوزيه ماريا فركاس، اول رئيس مدني للبلاد

(7)بيلار: استاذة جامعية اسبانية  متخصصة في حضارات بابل وسومر

(8) كيب تاون : العاصمة (البرلمانية) لجنوب افريقيا

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1280 الخميس 07/01/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم