نصوص أدبية

الملك

 من لوحة فنانٍ مغمور

 كقصيدة نارٍ عصماء

 تبحرُ من زمن المأمون

 لتدنو من عصر مغدور

 يعتمرُ الرأسُ المخضوب بلون الثلج

 الواهب رغم نحافته

 مكنوناً من كنزٍ مطمور

 طاقيةً لا يفهم من أحرفها شيئاً

 طاقية لا تدري أن عصوراً

 من أحلام الأنسان

 وأحزان الأنسان

 وثورات الأنسان

 تقبع تحت زخارفها

 آهٍ .. يا ذات الشاعر

 كيف تسامق صوتك

 في لجّة أصواتٍ عاليةٍ من عصر مقهور

 يقف الشاعر في الجهة اليسرى

 مرتدياً ثوباً فضفاضاً تعلو كتفيه

 أوسمة الملك المنصور

 وتختلط الألوان

 الأحمر والأخضر عند الصدغين

 قرب العينين

 تتماوج ألوان اللازوردي

 في الجبهة والأنف المعقوف قليلا

 والفارس يمتطيّ الدهماء

 يقاتل كل الدنيا

 يثير عجاجتها أرضاً وصهيلا

 ويمدّ الرأس المخضوب بلون الثلج

 يلامس أطراف الشمسِ

 وينوء بما حملت قامته من كِبر النفسِ

 يتحسّس نعليه التيجّان

 يتناول رشفة خمرٍ ويدير على أعينهم

 ما فاض على نشوته..سخطاً يترشـّحُ من كأسِ

 آهٍ .. يا ذات الشاعر

 كنا قبل ولادتنا نُدرك أزمان القهرِ

 وصحونا عند سنين العمرِ

 كان نشيدكَ آهتنا

 كان الصوت القادم من حانات الغربةِ

 قد علّمنا

 أن الدمع المعجون بأفئدة الناس

 السارق من أهداب الليل حلاوته

 صبراً يتوالد من صبرِ

 فكيف تركتَ اللوعة

 والنسوة

 علبة دخانك

 كأساً تدري بها أن ثمالتها

 لا زالت عند ضفاف الشعرِ

 

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1281 الجمعة 08/01/2010)

 

 

في نصوص اليوم