نصوص أدبية

حين يحرق السياسي بجهله وطناً

 حين كنت طفلا

سرقت حجر القدح

من غليون وكيس تبغ والدي

كي ألهو  به ،

لأني لم أكن أعلم

الغاية منه

وقدح من حجر القدح شرارة

من داء الجهل

أحرقت  بيدر القرية.

***     ***

حين بلغت سن الرابعة عشرة،

صرت مراهقا

وتهت في عالم العشق

ربما لم أكن أعرفه جيدا

وبداء الهوى الأحادي الجانب

أحرقتُ فؤادي.

***         ***

حين بلغت سن الرشد،

وأصبحت أبا

من كل أنواع الحياة

اخترت عالم السياسة

ولكوني لم أغص في بحوره

بنار الجهل

أحرقت وطناً.

 

2ـ أنا وأنت والقصيدة

أنا وأنت وقصيدة غير ناضجة

وعلى عتبة الحياة

        غدونا لاجئين

أنا وأنت وتلك القصيدة

طُرٍدنا من داخل إطار

                  هذه الحياة

فلم تبق في أي مكان

قدسية،

لا لمسجد ولا لكنيسة

لا لكتاب مقدس ولا لرسول

وفي ليلة سمر

كي نلهي الأطفال

كي ننقذ القافلة بالعبور...

ونقطع الحدود

التجوال والرحلات والسفرات الثلاث

لملمت الابتسامة على شفاه

الألم والوجع

قبالة الخنادق المتقابلة

صرنا دروعا

سقطنا نحن الثلاثة

شهداء

القصيدة بجسدها

وأنا باسمي

وأنت بهامتك

وبهذه الشهادة أشرقت شمس

وأشعتها أذابت الغربة

والعبودية

والمكابدات والأوجاع

أنا وأنت وتلك القصيدة الناضجة

وعلى عتبة الحياة صرنا لاجئين

وطردنا من ثنايا إطار الحياة.

 

3- الهوية

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

عصا المعلم

وضرب الوالدين

لم أقو على حمل هوية

الطفولة

***      ***

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

حين شببت عن الطوق

لا كسل القرى

وافتراق العوائل والأفخاذ

ولا الحيطان التي تتنصت

جعلتني صاحب عشق

***     ***

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

 حين صرت عريسا

ثالثنا المسمى (الم الانفال)

حل ضيفا على سرير عرسي

ولم اهنأ بليلة الدخلة

***    ***

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

حين أصبحت أبا

بشرة الخوف

وأديم الوحوش

لم يسنحا لي  أن أدلل طفلتي

***    ***

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

حين غزا الشيب مفرقي

لا ظلم المحتلين

ولا حرب الإخوة الأعداء

جعلاني  

بكلمات الحرية

أبارك 

بطولات شعبي

ولهذا غدوت لاجئا

وهجرت الذكريات

ومن تراب وطني أصبحت

                  منبوذاً

وغريباً

وبعيداً عن أحبتي.

 

ترجمة: بدل رفو المزوري

النمسا\غراتس

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشاعر نجيب صالح: مواليد 1962 / منطقة برواري بالا \ كوردستان العراق

ـ خريج كلية التربية ـ قسم الجغرافيا \ جامعة بغداد

ـ عضو اتحاد الادباء الكورد \ فرع دهوك

ـ له العديد من المقالات والاسهامات الشعرية في الصحف والمجلات الكردية

ـ شارك في مهرجانات شعرية  عديدة واحياء ندوات ادبية في كوردستان

ترجمة القصائد من ديوان الشاعر أسطورة أغاني الاضطهاد والصادر ضمن سلسلة منشورات اتحاد الأدباء الكورد ـ فرع دهوك

ـ يعيش حاليا في اوربا

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1287 الخميس 14/01/2010)

 

 

في نصوص اليوم