نصوص أدبية

اللــــــــــــيّل

 كجدوى النواعير إستلاباً

 للفائضِ منَ الماءِ

 عندَ الشواطئ الخاسرة

فضاءُ الحالمين ومأوى

 للذينَ بلا بيوت

دعائمُ القشِ

 تذروها رياحُ الصمت

 للقليلِ المتبقي

 من حصاد العمر ..

يَشُدُّنا الخازوقُ عِلكَةً بلهاء

تستجدي أحلام طفولة

أعناقٌ تتطاولُ ..تتكسرُ أحياناً

لِتُقَرِبَ الشناشيلَ ...اليكَ

وتقلَعَ عن تدخينِ النساء

 

تمسحَ حذاءَكَ بمناديلهنَّ

ذوات الرائحة الزكية

عميقاً ..تُوَلي

 وجهكَ صوبَ النهار

بِمُزدَلَفَةَ مرّةً

سَقطَ ثلجُ القيامة

على نعاس الحجيج

وبقيتَ نائماً

ما عَدَّكَ العُمر ..

ولا إستباحتْ أحجيَّتُك

وسائدُ الشخير

الا مطفأةُ سجائري

وكأسُ شرابي

والكثير ..الكثير

من الهَمِّ ...

لاتعلمُ مثلي أين تذهب ..؟

كلانا يُشَظيه مصباحَ نور

تصعَقهُ العصافير

وتشمُلُهُ بعنايتها الخفافيش

إضحيَّةٌ منزوعةُ الجِلد

صُراخها تنظرُ في العيـون

ولا خَطَكَ مَتنُ القواميس

وِسادةَ قارٍ

 بَلَلها عَرَقُ الكوابيس

الدهشَةُ لاتُشَكل لكَ شيئاً

أخبارُكَ خطٌّ مستقيم

على ما بكَ من برود

تستجيرُكَ العاهرات

احزانكَ سِربُ هشيم

وأحلامُك مصابةٌ بقُصرِ نَظَرْ

ظَلامُكَ جِنحٌ فتيٌّ ..لأصدقائي

الحالمينَ مثلُ الدجاج بالطيران

يستلوكَ عِبرَ أنفاسِهم أكاسيا

تمتَدُّ على طولِ أبي نؤاس

وتُغدِقُ عليهم نفائسها

فَرَحٌ قصير العمر ، ونشوةٌ

يصطادوها منك عنوة

وعلى أواخِرِكَ تحفُّ بهم

عيون أمنٍ وسيارات مشبوهة

كُنتَ هويتهم ..

ونهارَك ومضةَ خبايا

يعرفونهُ جيداً  ..

ما من غيركَ يلون وجهي

ويمسح عني وجوهَ الآخرين

شُدَني اليكَ .. بحُب

فلا زلتُ منتصفاً

وأخشى أن يَمُرَّ القادم

كالذي مَرَّ ...

 

جبار حُمادي          / brugge /1 / 2010

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1287 الخميس 14/01/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم