نصوص أدبية
مالـــي و العشــق
فهَلْ مِثلي يُغازل بَعْدَ شَـيْبٍ = سِوى عُمْر ٍ قـَليل ٍ قدْ أضاعا
فلي أدَبٌ وفي غـَزَلي دَبيبٌ = ولهْوُ الشِّعْر أتـْرُكُهُ امْتناعا
أأكْـتــُبُ للهَوى في غـَيْر ِ نـَظـْم ٍ = حُروفا ً لمْ تـُطِق مِنـّي سَماعا
أنا في الشِّعْر ِ لا أعْدو أنينا ً = أبُثّ ُ على مَسامِعِكُمْ صُداعا
بَلـَـغـْتُ الرّشْدَ في أحْضان أمّ ٍ = ومِتّ ُ بُعَيْدَهَا عُمْراً تِـباعا
شبابيَ عاث في الأسْفار غما = فـَجـِئْتُ الشِّعْرَ أسْتـَلِمُ المَتاعا
شبابيَ لمْ أعِشْ إلا حَنينا ً = لِطفل ٍ كُنـْتـُهُ عَشِقَ الرّضاعا
وشيْخ ٍ صِرْتـُهُ من دون وعد ِ = فـَمَدّ َ العُمْرُ بَيْنهما الــِّذراعا
أأكْـتـُبُ للجَمال و كلّ ُ شِعري = شَرَيْتـُهُ للتي الرَّحْمَنُ باعا
رُوَيْدَكَ عاذِلي عَـنـّي فإنـّي = سَألـْتُ الشِّعْـرَ مِثـَلكَ ما اسْتـَطاعا
دَعَوْتـُهُ للهوى يوما فأوحى = إذنْ ضَعْ أوَّلا ًعَنـْكَ الرِّقـاعا
مُحيطـُـكَ للمُحيطِ بلا مَخيط ٍ = وكـُلّ ٌ حَوْلَ قـَصْعَتِكُمْ تـَدَاعى
فعدت مهرولا للرشد أصغي = أثيرا من صدى صدري أذاعا
أتكْـتـُبُ للجَمال و قد تهاوت = عِراقُ المَجدِ تـَلـْتـَهـِمُ الصِّراعا
وفي الأقصى مَقـَالِعُ مِن يَهودٍ = تـَهُــدّ ُ البَيْتَ تنـْتـَشِلُ القِلاعا
وغزّة ُ قـَطـَّعَتْ بالأمْس فينا = قـُلوبا ًعِندما اقـْتـَطـَعُوا القِطاعا
فقمت اردد القول امتثالا = فطبعي الرشد هل اعصي الطباعا
أأنشد للغرام بلا هيام ٍ = وهَوْلُ غـَرامَتي في النـّاس شاعا
بَلى لا انـْثـَنِي عَن لحن حُب ٍّ = أصيل ٍ أعزف الزيف ابتداعا
بلى لا أنحني و أقول زورا = أدوس الجُرْحَ أجْتـَــِرحُ الخِداعا
أأكتبُ في ثـَنايا الشعر أنـّي = شُغِفـْتُ وحَسْرَتِي تـَكسو البـِقاعا
أأكتبُ للحَبيبِ و لا حَبيبٌ = أثارَ لنجدتي يوما ً نِقـَــــاعا
بلى ما كنتُ مَنْ يبتاعُ بَيتا ً = بأبْياتِ الهَوى أغـْشى القـِنـاعا
فكُـلّ ُ الشعر تـَنـْسُجُهُ هُمومي = رثاء ً أو هِجاء ً أو نِزاعا
فـَأهْجُو خائِنا ً وأرُدّ ُ ضَيْما ً = وأرْثي غابَـة ً تـَنـْعِي الضِّـباعا
فإنْ جاء الذي قد قلتُ عَكْـسا ً = أقـُلْ للشِّعْر يَومئذٍ وَداعا
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1290 الاثنين 18/01/2010)