نصوص أدبية

رؤيا في *حدائق وفيقة

تُشعلُ الحمى..

في عروقكَ الهزيلة!

تراودكَ ذكرى وفيقة

 

ما الذي راعكَ...في شحوبها؟

فطغى على فتنة الابتسام

وأية صلاةٍ..تلوتها؟

 في حضرة الشفتين

جاءكَ  لاهثا..

عطرها

فأصبح مداكَ...جداول وبساتين وتمور

ومشاحيف تمر بجيكور

تحملُ ...حُزنكَ

وضحكتها الرقيقة

.....

 

يا له من عشق معّمدٍ..

بشمس تموز

 كألوان طيف ..يرقصُ ويدبكُ

*في  عرس ..نوروز

شقائق النعمان ذابت من خفر العذارى

تطلق ضحكاتٍ..بهيجة

تعانق زرقة السماء

 في عالم من ضياءٍ

 

فيصير الثرى في جيكور

حبات ..فيروز

.....

 

هل وفيقة وحدها...

أثقلت جيكور ...رؤاها؟

أم هي ؟

كمحاربٍ.. يحتضر

أغمضت عنوة ..عينيها

كيلا ترى البساتين..تبكي

 

من ماء مدّ ٍ.. مخضب بالدماء

..سقاها

تتوجس قلقا كلما سمعت حفيفا

يدوي قرب الحديقة

ترجو..لقاكَ وتخافُ

من وحوش الظلام

تزرعُ  أقمارا  حمراء

يحرقون الخميلة

.....

 

كلما رفّ الحمام

وألقى في شرفتي ريشات جميلة

 

استعر الشوق في صدري

 

تأتيني ذكرى وفيقة

فأخاف أن ترحل بلادي..لأزمان سحيقة

 

أنبشُ الثرى...أبحثُ عن مسلات تنام قرب النهر

تغطيها أعواد بردي خضراء طويلة

وبلادي..

 كبرعم يتفتق في ربيع الحقل

تكركرُ ..كالطفل

..تتمطى على سرير الشمس

حولها

(نافورة من عطر وشراب)

تنهضُ من الخراب

تفنّدُ ..أوهام التأريخ

وتصرخ...أنا  الحقيقة

 

د هناء القاضي

2010-01-18

 

.........................

*حدائق وفيقة—قصيدة للشاعر الكبير بدر شاكر السياب

*  أعياد نوروز__أعياد الربيع يحتفل بها في شمال الوطن

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1293 الخميس 21/01/2010)

 

 

في نصوص اليوم