نصوص أدبية

مُراقِصَتي

وهنا يصور مراقصته فتاة جميلة من الطبقة العليا في المجتمع؛ هو يحدثها عن الكتب  والروايات والموسيقى وهي لاتملك ماتتحدث عنه سوى أحوال الطقس.  في القصيدة يرد ذكرٌ لما صدر من الروايات وما كان في تلك الفترة من نتاجات مسرحية أوپرالية وموسيقية؛ وقد حرصتُ على إيضاح ماورد ذكره منها في الهوامش.

وبأمكانك قراءة نبذة عن الشاعر تحت قصيدة أخرى ترجمتها له بعنوان "ثمانية وعشرون وتسعة وعشرون ،"  نشرت في "المثقف" أيضاً.

 winthrop

 

 

 

 

مُراقِصَتي

للشاعر الأنجليزي: وينثروب ماكوورث پرايد

1802-1839

ترجمة: د. إنعام الهاشمي (حرير و ذهب)

..............................

"قد لا يكون هناك موضوع  في جميع مجالات المعرفة الطبيعية يحظى باهتمام كوني  اكثر مما يحظى به موضوع التقلبات المستمرة في الغلاف الجوي الذي نحن منغمسون فيه."

ــ التقويم  البريطاني ــ

 

في شلتنهام ، حيث يشربُ المرءُ مِلءَ نفسِِه

من الحماقةِ ، والماءِ البارد ،

 رقصتُ في العامِ الماضي  لأوَّل مرَّة الكوادريل* (1)

مع ابنة العجوز السير جيفري.

 

خدُّها يضاهي وردةَ الصيف ،

حينما  تكوُن وردةُ الصيفِ يانعة ؛

كانت عيناها زرقاوين كسماءِ الخريف ،

حينما تكونُ سماءُ  الخريف أشدّها زرقة ؛

 

حسنا، وقلبي  قد يراها واحدة

من أغلى زهورِ الحياة ،

فمِن شمسهِا كان نصفُ أفكارِها ،

والنصفُ الآخرَ من أمطارِها.

 

تكلمتُ عن الروايات : -- "فيفيان غراي"   *(2)

وكانت بالتأكيد  ساحرة ،

 و "ألماكس" جذلة  للغاية، *(3)

و "فرانكنشتاين مفزعة؛ *(4)

 

قلتُ " دي فير" رُويَت بعفة،  *(5)

امتدحتُ "هربرت لاسي،." *(6)

وصفت رسومات السيد بانيم بأنها "جريئة،"

والسيدة  مورغان بأنها "مفعمة بالحيوية،"

 

صرّحت أن آخر شيء جديد لـ "هوك"

كان مسلياً جداً:

وقالت لورا -- "أنا أحبُّ الكتب،

لأن الجوَّ دائماً ممطر!"

 

تحدَّثتُ عن هياكلِ الوسيقى الرائعة؛

تكلمتُ بحماسٍ عن (روسينى) *(7)

وتمنيتُ لو أن (رونزي) تعود، *(8)

وانتقدتُ (باسيني):*(9)

 

تمنيت لو أنّ مغنِّيي الكورَس كانوا  بُكماً،

ولو كانت الأبواقُ أكثرَ هدوءاً،

 وامتدحتُ هيبة (بروكارد)،

وصَوَّتُّ أنَّ (باول)  "هائل!

وماذا يعنيها من كبرياء ميديا ،

أو حزن دزدمونا؟

"وا أسفاه!"  قالت مستمعتي الجميلة بحسرة،

"يجب أن يكونَ لدينا مطرٌ  في الغد!"

 

رويتُ لها قصصاً عن باقي البلدان؛

وعن ينابيعَ دائمةِ الفوران،

عن البحيراتِ الملوثةِ والرمالِ العقيمة،

عن الغابات الفسيحة، وعن جبال غير مطروقة:

 

رسمتُ  سماوات ايطاليا المشرقة،

أشدتُ بالورودِ الفارسية،

ابتكرتُ تشابيهاً للعيونِ الاسبانية،

ودعاباتٍ عن الأنوفِ الهندية:

 

ضحكتُ على حُبِّ لشبونة للضخامة،

وخوفِ فيينا من الخيانة:

 وسألتني لورا – أين توقفت مؤشراتُ المطر

 في مدريد، الموسم الماضي.

 

تحدثتُ عن كلِّ ما جرى تداوُله

في الاسبوعٍ الماضي ، من فضائح؛

ما جعل سير لوك  يهدأ،

و جين توبِّخ ُ قرينها هاندل؛

 

لماذا سارت جوليا قربَ المرج،

والقمرُ الشاحبُ مُطِلٌّ عليها؛

أين فقدت فلورا اسنانها الأمامية المزيَّفة،

كما فقدت آن حبيبَها المزيَّف؛

 

وكيف سافر اللورد دي بي والسيدة أل

عِبْرَ البحر معاً؛

صرخت مراقصتي وهي ترتعد "يا الهي!

كيف استطاعا ذلك -- في مثلِ هذا الطقس؟"

 

هل كانت زرقاء؟ -- وضعتُ ثقتي

بالطبقاتِ، والبتلاتِ، والغازات؛

أهي متحذلقة ؟  تحدثتُ عن

التوجة والحزيمة؛ * (10)

 

أهي من آلهة الكوكني؟ تمشدقتُ بالكثير

من الخرافات من أنديميون؛

أهي قدّيسة؟ أشدت بالحماس الديني

للسادة واي و سيميون؛

 

 أهيَ سياسيةٌ؟ -- كان من العبث

أن  اقتبسَ ماجاء في صحيفةِ الصباح؛

الأشباح المُرعِبة عادت من جديد،

مطر، بَرَد، ثلوج، وبخار؛

 

الإطراء الصريحُ كان فرصتي  الوحيدة:

تصرَّفتُ بتفانٍِ عميق،

وجدتُ سحراً في كلِّ لمحةٍ فيها،

ورشاقةً في كلِّ حَرَكةٍ منها؛

 

استنفذت كل افانين المراهقة،

والدعاء، والعاطفة، والحماقة، والمشاعر؛

وبتخبُّطٍ نظرتُ الى الأرض،

وبتخبُّطٍ  الى السقف.

 

وحسدتُ القفازين على ذراعيها

والشالَ على كتفيها؛

وعندما كان هيامي كلَّه الدفءُ--

 فإنها -- "ما وجدت أكثرَ برودةً منه."

 

لا أعتراضَ لديَّ على الثروةِ والعقار؛

وهي  سيكونُ لها العطاء

من يدٍِ جميلةٍ جداً،

لبضعة آلافٍ ومعيشةٍ مرفهة.

 

هي تصنعُ  محفظاتٍٍ حريرية، ومقاعدَ مطرزة،

تغنّي بعذوبةٍ، وترقصُ برشاقة،

 ترسمُ اللوحات، تشاركُ في مدارسَ الأحد،

وتركبُ الخيلََ برفعة.

 

أما أن ترتبط بها مدى الحياة! ــ

الرجل البائس  الذي حاول ذلك

ربما يتزوج بارومترً

ويشنقُ نفسه بجانبه!

***********

 

ترجمة عن الإنجليزية

حرير و ذهب (إنعام)

الولايات المتحدة

December, 2009

http://goldenpoems.wetpaint.com/

____________________________

 

الهوامش:

* (1) ... الكوادريل رقصة جماعية يشارك فيها اربعة أزواج ،  دخلت انكلترا من فرنسا في اوائل القرن التاسع عشر واصبحت رائجة بين افراد الطبقات الراقية.

***(2) ... Vivian Grey... فيفيان غراي هي الرواية الأولى لبنجامين ديزرائيلي   التي نشرت في 1827.بإسم مجهول الهوية ، "رجل الموضة ،"  واحدثت ضجة كبيرة في المجتمع في لندن. النقاد المعاصرون اثار انتباههم  الهفوات العديدة الواردة في النص ، و في نهاية المطاف نسبت الى دزرائيلي الشاب الذي لم يكن معروفا في المجتمع الراقي آنذاك.

*(3) .... Almack’s  من أوئل النوادي الاجتماعية المختلطة في لندن التي رحبت بكل من الرجال والنساء من الطبقة الراقية، وافتتح الماك في شارع سانت جيمس في لندن يوم 20 فبراير 1765.  في عصر كانت فيه المنازل الكبرى من الطبقة الأرستقراطية هي الاماكن الاكثر اهمية بالنسبة للمواسم الاجتماعية.

 وقد ذكر في عدد من الروايات منها:

*  (Almack’s) لماريان هدسون سبنسر (1827)،  و (Almack’s Revisited) لتشارلز وايت (1828).

*(4) ...  "Frankenstein"  فرانكنشتاين ، أو ، وبروميثيوس الحديثة ، المعروفة عموما فرانكنشتاين ، هي الرواية التي كتبتها الكاتبة البريطانية ماري شيلي. شلي بدأت كتابة فرانكنشتاين  عندما كان عمرها 18 عاما وانتهت عندما كان عمرها 19. ونشرت الطبعة الأولى  باسم مجهول في لندن عام 1818. ثم ظهر  اسم شيلي على الطبعة الثانية ، التي نشرت في عام 1831.

* (5)  De Vere  رواية كتبها روبرت بلامر وورد Robert Plumer Ward (1827)

*(6) ... * Herbert Lacy هربرت ليسي ، المجلد الأول والثاني ، لتوماس هنري ليستر ، (1828)

*(7) ... جيوتشينو انتونيو روسيني (1792 - 1868) مؤلف موسيقي  إيطالي شهير، ألف 39 أوبرا فضلا عن الموسيقى المقدسة وموسيقى التشامبر. من أعماله الشهيرة (حلاق اشبيلية).

*(8) ...  جيوسبينا رونزي دي بيجنز Giuseppina Ronzi de Begnis  (1800 - 1853) سوبرانو الأوبرا الايطالية الشهيرة ، ، ولا سيما ادوارها  المرتبطة   بالمؤلف الموسيقي الاوبرالي دونيزاتي  Donizetti 

* (9)...  Pacini جيوفاني (لويجي) باسيني (1867 -1796) مؤلف موسيقي اوبرالي إيطالي .

* (10) ... التوجا (Toga)   رداء روماني فضفاض، والحزيمة مجموعة قضبان تمثل شعاراً رومانيا.

تابع قراءة النص باللغة الانجليزية

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1295 السبت 23/01/2010)

 

 

في نصوص اليوم