نصوص أدبية
قبسةٌ من نور!
خبِّريني
كيف نسيتُ آخرَ ليلةٍ في عينيكِ ؟
*
وخبِّريني
كيف ابتسمَ الأصيلُ بين شفتيكِ؟
*
خبِّريني
كيف تشتعلُ القناديلُ على صدركِ
وترسمُ شعاعاً
يتكسَّرُ على تفاصيلِ الجسدِ
مثلَ أمواجِ النَّهرِ
حينَ تنتشرُ على الماءِ الرِّياح؟
*
خبِّريني
كيف اقتحمتِ أعماقي
كالسُّيولِ
في يومِ شتاءٍ مُفاجِئ
وصرتِ جزءاً من حياتي
فتجذَّرتِ فيَّ
كالشَّجرِ العتيقِ
وتعاظمتِ كأنَّكِ النَّخيل؟
*
وهبتِني قلباً بريئاً
كالطُّهرِ
ووهبتُكِ قلباً مُكتظَّاً بالآثامِ
والخطايا ..
*
ذاكرتي يا حبيبةُ
كالمُدنِ العشوائيةِ
مزدحمةٌ بالضَّحايا
حاولتُ أن أستعيدَ من أنيابِ الدَّهرِ
وجهيَ القديم
عقليَ القديم
عمريَ القديم
فتهتُ كالأطفالِ بين الزِّحام ..
*
لا تعاتبيني
إن شعرتِ يوماً أني تغيَّرتُ
أو تحوَّلتُ
فما أنا إلَّا وجهٌ آخرُ للفصول !
*
طويتُ صفحاتٍ من الأحلامِ
ومزَّقتُ صفحاتٍ من الخياناتِ
وأحرقتُ صفحاتٍ من الهزائم
وحملتُ في صدري
ومضةً من ضوءٍ
قبستُها ذاتَ لقاءٍ من عينيكِ !
*
كلُّ العطورِ عابرةٌ إلا عطرُكِ
ما زالَ عابقاً في أفكاري ..
حينَ يؤرِّقني الوجعُ .. آتيكِ
فأنسى الوجعَ على صدركِ
وأمضي ..
*
حينَ تجورُ عليَّ الأيامُ .. آتيكِ
فأرى الأيامَ ترقصُ
كما الأنوارُ في عينيكِ ..
*
حين تموتُ الأماني
ويساورني الشَّقاءُ .. آتيكِ
ثم أعوووودُ
أحملُ الآمالَ
وأنظرُ نحوكِ بابتسامٍ
وأمضي ..
*
أنا يا حبيبةُ كالأمواجِ
أتقلَّب من حالٍ إلى حالٍ
وحينَ تجمعُني بكِ الأيامُ
ويُعانقُ نبضيَ نبضَكِ
يعلو صهيلُ الموجِ
وتتفتَّحُ البراعمُ في الرِّمال !
***
د.عاطف الدرابسة