نصوص أدبية

رباعيات

نور الدين صموداعتبرْ يا أيها القلب المعنـّى في ضلوعي   

بالذي قد حلَّ في إيوان كسرى بالمدائنْ:

كـم جرتْ فيه السواقي مترعاتٍ بالنجيعِ

وأبيـدتْ وأُزيـلتْ بعـد ذا تلك المساكـنْ

                  * * *

يَذرِفُ الدمعَ نهرُ دِجلة َحُزْنـًا

        وهو يجري، من حزنه، كالدماءِ

أرسلتـْه الأهدابُ نارًا تلـظـّى

        حَـرُّها مُـضـرَمٌ بــدون انـطـفـاءِ

* * *

قد بكى مجدَه العظيمَ وأضحَى    

            يستعيد المجـد التـليد السعـيدا

ويـُسيلُ الدموعَ حزنا على ما

            صار من عزِّه المجيـدِ، فقيدَا

* * *

كم مشينا على الضفاف نـَشاوَى

            وهتفنا بالشعر فيه سـكـارى

كيف ولـَّت تلك العهودُ وضاعتْ

            وجمال الحياة كيف توارى؟

* * *

 إن ظلم الأهلين مُـرٌّ كما قـد

قيـل قِدمًا في غابر الأزمانِ:

كيف تـُستعذب المَذلـَّةَ ظلـمًا

مِنْ عدوٍّ، يعيث كالأفعوانِ؟

***

 تـَصنع الأعمارُ شيخا غير أني 

لا أراها تصنع العقـل الكبيرْ

ولـَكـَم شـاهـدتُ عـقــلا راجِـحًـا  

في فتى يبدو لنا طفلا صغيرْ

                    ***

 إن التأني يُقيل الناسَ عثرتـَهمْ

أما الـتسـرُّعُ فـهْـو الــهـدرُ للفـُرصِ ِ

فانظر إلى الأمرِ في بدءٍ ومُختتمٍ 

كي لا تظلَّ مَدَى الأيامِ في غـُصَص ِ

                              ****

 إن حبَّ الفتى جنونٌ جميلٌ         

وغرام الشيخ الوقـور جـنـونُ

وأرى في جـنـون ذاك جمالاً           

وجنون الشيوخ عندي مجونُ

 

                    ***

  تقضِّ العمر جريا

خلف حلـْمٍ مستحيلْ

ولـْتعشْ دوما سعيدا

وارضَ بالشيء القليلْ

                  * **

سوف تبقى ظامئا

إن غـرَّ عينيكَ السرابْ

وسـتـُرْويكَ كـؤوس

مُـتـْرعاتٌ للـشــرابْ

             ****

 (العراك في العراق)

رفضوا ظلم أهلِهمْ وذويهــمْ

وارتضوْا ظلم جائرٍ أجنـبيِّ

زعموه قد جاء ينشر عـــدلا

مَن بهـذا يقـول غيـرُ الغبيِّ؟

* * *

أ. د: نورالدين صمود

 

في نصوص اليوم