نصوص أدبية

سياج الحب والأزهار

نور الدين صمودالإهداء الساخر

"إلى الغِربان التّي لم تستطع فهم لغة البلابل...

إلى الذين ينكرون نور الشّمس فيشعلون شموعهم في رأْدِ الضّحَى"

 

(أسطورة من الواقع)

يَرْوُون أن حائطَ المدينةِ العتيدهْ

مدينةِ الأحرارْ

لم تستطع تهديمَهُ المدافعْ

بما رمتْ من نارْ

وكان حولَه الجيوشْ

يكشّرونَ كالوُحوشْ

ويقذفون سُوَرها العتيدْ

بالنّار والحديدْ

ويخنقون كلّ زهرة تضوعْ

ويُسكِتونَ كلَّ أطيارِ الرّبيعْ

ويَقطعون، في الظّلامْ،

أَلْسِنَةََ الشّموعْ

لأنهم قد كرهوا السّلامْ

وعشِقوا الدّموعْ

فحُطَِّم الجدارْ

واندكّتِ الأسوارْ

في أوجُه التّتارْ

من بعد أعوامٍ من الحصارْ

لكنّهم لم يفتحوا مدينة النّضالْ

لم يهزموا سكّانها الأبطالْ

لم يُسكتوا الطّيورْ

لم يخنقوا الزهورْ

لم يُطفِـئـُوا الشّموعْ

لم يقتلوا الرّبيعْ

لأنهم، إذا هدّموا الأسوارْ،

جابَهَهُمْ سكّانُها الأحرارْ

أقوَى من الأسوارْ

فطردوا التّتارْ

وأطلقوا أَلْسِنَةَ الأطيارْ

بأعذبِ الأشعارْ

وسيّجوا بلادَهم بالحبّ و الأزهارْ.

***

شعر: نور الدين صمود

 

في نصوص اليوم