نصوص أدبية

الراحل المقيم في القلوب

نور الدين صمودإلى روح الدكتور إبراهيم الغـربي

 الذي كان يحيا في قلوب الجميع*

 

أيها الراحـلُ عنـّا لن تغيبْ**لم يمتْ من كان يحيا في القلوبْ

كيـف تَنْأى عن قلوبٍ حُزْتَها؟*دون أن تدعوك قد كنت تـُجيبْ

ونَـهلتَ الطـبَّ من منبـعه****وبه قـد كنت  تمضي وتـؤوبْ

كُـرَةُ الأرض التي جُـلْتَ بَها***دائـبَ السّـعْيِ شَمالا وجـنوبْ

ونشرتَ الطبَّ في أرجـائها****ولـقد كنـتَ لهـا خيـرَ طبـيبْ

هتفتْ باسمك في الطِّبِّ كما**في الهَـوَى نـادى حبيـب لحبيبْ

بالهلال الأحمر القاني الدّما***طـالمـا أرجعْـتَ نبضـًا للقلوبْ

صِرْتَ نبضا في الشرايين وقد***أيْـقـَظَ القلبَ بوثـْب ودبـيبٌ

وانـبرى القـلبُ بعزم ثابت***بعد ما قد كاد في الصدر يـذوبْ

أيهـا الساكـن في أعماقِـنا****وله في الصدر عـزْفٌ ووُثوبْ

عُــدْ إلـيها إنّها مـفـتـوحة***وهي ترجو منك دوما أنْ تؤوب

يا ابن هذي الأرض قد عدتَ لها*مثلـما يَرجِع للأهل الغريبْ

رحِــمَ اللـهُ (عــلـيـًّـا ومُــنـَى)*ورعــاكَ اللهُ عـلامُ الغـُــيـوبْ

***

 

شعر: نورالدين صمود

......................

* لما قام به من أعمال في ميدان اختصاصه في وطنه وفي معظم أنحاء العالم بما قدمه من محاضرات ومباحث علمية وبما كان له من مجهود في رئاسته للوفد الصحي لحجيج بيت الله الحرام منذ أواسط القرن العشرين، وقد كتبت هذه القصيدة يوم رحيله منذ سنة 3/02/2018 وأنشرها اليوم إحياء لذكراه الطيبة

وأشير إلى أن الدكتور إبراهيم بن علي الغربي ومنى بن الشيخ من مواليد سنة 1920 أي أنه ناهز المائة سنة بسنتين وقد نال جائزة رئاسة الجمهورية عن بحثه العلمي عن التدخين الإيجابي للمدخين المباشرين والتدخين السلبي للذين يجالسونهم أو يعيشون معهم وخاصة الأطفال والأسَر عامة الذين يتضررون أكثر من المدخنين، بحكم سنهم أو حالتهم مثل المرضى والحوامل والمرضعات

وقد أهديته القصيدة التالية إثر فوزه بهذه الجائزة عن هذا الموضوع الصحي الهام، مع ملاحظة أن الدكتور إبراهيم الغربي كان من أكبر مدخني الغليون (البايب) الذي لا يكاد يُفارق شفتيه، وهو طبيب مختص في الأمراض الصدرية والسل، والطريف في الأمر أنه تخلى عن هذه العادة السيئة قبل نيله هذه الجائزة فكان كل ما سبق دافعا لكتابة هذه القصيدة التي تنتهي بمفاجأة.

.......................................

 

صاحب الغليون

فِي صِبَايَ الْمُبَكِّرِ الْمَيْمُونِ***كَانَ مِلْءَ النُّهَى وَمِلْءَ الْعُيُون

كَانَ غَضَّ الشَّبَابِ حُلْوَ الْمُحَيَّا* زَادَ حُسْنًا بِالْحَاجِبِ الْمَقْرُونِ

حَوْلَهُ أَلْفُ صَاحِبٍ هَامَ فِيهِمْ**** مِثْلَ لَيْلَى بِقَيْسِهَا المجـنُوِن

وَلَهُ صَاحِبٌ أَثِيرٌ حَمِيمٌ ***** لَمْ يَدَعْهُ مُذْ كَانَ فِي الْعِشْرِينِ

 فَهْوَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ رَفِيقٌ** وَهْوَ عِنْدَ الأَسْفَارِ خَيْرُ قريِن

خَصَّهُ بِاعْتِنَائِهِ وَبِحُبّ ٍ **** لاَ يُضَاهَى كَالجَوْهَرٍ الْمَكْنُونِ

 ثُمَّ عَادَاهُ فَجْآةً وَرَمَاهُ، **** بَعْدَ طُولِ الهَوى، بِرُكْن ٍ رَكِينِ

لَمْ يَخُنْ صاحبًا ولم يتنكرْ ****** لخليلٍ غيرَ العدُوِّ اللَّعينِ

فلقدْ صارَ للصديقِ عــدُوًّا***** يتمنى له الفــَنَا كلَّ حيــنِ

ودعا الناسَ أن يُلاقــُـوا بحزمٍ*** ذلك الخِلِّ فهو غيرُ أمينِ

هل عرفتم عدُوَّ من كان يُدعى* مِنْ قديمٍ بصاحبِ الغــليُونِ

إِنَّه التبغُ وهو شر رفيق****فاتْبعوهُ تنْجـُوا مِن التَّدْخيـن ِ !

***

نورالدين صمود

 

 

في نصوص اليوم