نصوص أدبية

إن الدين عند الله الإسلام

نور الدين صمودإهداء إلى:

ماجد الغرباوي

 

 [قال المعري، وهْوَ في****مـا قـالـه شيـخٌ صَـريـحْ:]

في اللاذقــيَّـةِ فِـتـْنـَة ٌ******ما بـيـنَ أحـمَدَ والمَـسـيـحْ

هـذا بناقــوس يَـــدقّْ***(م) قُ، وذا بـِمِـئْـذنـَةٍ يـصـيــحْ

كـُــلٌّ يُـؤيّــِدُ ديـــنـُـهُ***يا ليتَ شعري ما الصحيح!1؟)

 [وهْــو العليـمُ بأنـّـه****مِــن ربِّــنا الدّيــنٌ الربــيحْ2]

[بَــدْءًا بـآدمَ للـــورى****فإلى الخليـلِ أبي الذبـيــحْ3]

 [وسِواهُمُ مِـن بَعدِهمْ*****أو قـبلـهمْ من عـهـد نـوحْ]

[فإلى الكـَليـم4، وإثـْرَهُ****الناصرِي عيـسى المـسيحْ]

 [وختـامُهُمْ بــمحمــدٍ،****من ربنا، ديـنٌ صــحـيـــحْ]

[المصطفى رمْـزُ الهُدى***لجـميـعهم وجـب المـديــحْ]

[في القدس كان إمامَهمْ****وختامَ ذا الدين الصـحيــحْ)

[وسواهمُ قــدْ دَجَّــنوا****مَــن كـان ذا عقل ٍ كـسيحْ5]

[فالصيــنُ فيـها عابــدٌ****بـوذا السَّـمـيـنَ المستـريـحْ]

[دَوْمًـا نــراه كـــأنـَّـــه،***في حجــمه، فــيلٌ طــريـحْ]

[تـَلــقــاه دومًا جـالــسًا****فـكـأنـه عــبْــدٌ كـَـســيـــحْ]

[والهندُ كم ذا ألـَّهــوا*****بَـقـَــرًا رأيـْـنـاه ذبــــيـــحْ]

[لم يستطعْ، بقرونهِ*****إنْ ماتَ، إرجـاعًــا لـروحْ]

[ولقـدْ رأيْــنـا عـابــدًا****أفـعَى لـها دومًا فـحــيـحْ6]

[والناس مِن أتباعهمْ*****لـَيْـسـوا بأهـــل ٍ للـمديـحْ]

[والدينُ تـِرْيـاقٌ، له*****يَـسْعَى مريضٌ أو جريـحْ]

[فيهمْ يقولُ أبو العلا،****وأراه في هــذا صــريــحْ:]

كـُـلٌّ يُــؤيّــــِدُ ديــنـُـــهُ***يا ليتَ شعري ما الصحيحْ؟

[وجوابُنا لأولي7 النـُّهَى**والعقلُ أنـصَـحُ مِن نصـيـحْ]

 [أنْ يتـْبَعوا، بـعُـقـولهمْ**ديـن الخـليــلِ أبي الذبــيــحْ8]

 [وجوابنا لجميع مَـنْ****قـد صـدَّقـوا ديـنًـا صحـيحَ]

[ولِمَنْ أراهم آمنوا******في الدين بالـرأي الرجـيحْ]

[ولمن أراهم تابعـوا*****مَــن كـان ذا رأيٍ قـبـيــحْ]

[قد صَدَّقُـُوا مَن نجّـموا**أمثـالَ شِــقٍّ أو سَــطِــيــحْ9]

 [مَدحُوا الذي يهوى الهوى*والعــقــلُ أولى بالمـديــحْ]

[فلــْتوقظوا العقل الذي***واريْـتمــــوه في الضــريحْ]

[فاللهُ أرســلَ رُسْلـَــه****من قـبل ِأو من بعـد نـــوحْ]

[وجميـعُ ما جاؤوا به****مِــن ربِّــنا ديــنٌ صــريــحْ]

[والنفس، مذ كانتْ، لها***نحْــوَ الـذي تـهوى جُــنوحْ]

[فرأيتُ أصحابَ الهـوى**شـَرَوُا الضَّلالة َ بالوُضوحْ]

[وجرى الغـُلاة ُ بدينهمْ***خلـْــفَ المطامع بالطّـُّموحْ]

[إذ ْ طوّعوه لما اشتهوْا**والنـّـفـسُ تأمــرُ بالقـبــيــحْ]

[ولهــا، بإلهــامٍ لهـــا،10**نـحْــو الـذي تـهوى جُــنوحْ]

 [أرأيْـتَ مَنْ تَخِذَ الهــوَى*ربًّــا يــدلُّ عـلى الـقــبـيـحْ؟11]

[والروح تـَعْـرُج للسـمـا***وطريــقـُها جَــمُّ الوُضُــوحْ]

[خِــتـَم الرسالة َربِّـهــمْ***بمـُحَـمَّــدِ بــعْــدَ المَـسـيــحْ]

[المصطفى رمْـز الهُــدى***ولكــلــِّهـِـم وجـب المـديــحْ]

 

ا. د. نور الدين صمود - تونس

....................

هوامش

1- هذه الأبيات الثلاثة للمعري من ديوانه سقط الزند، وليست من اللزوميات لعدم وجود ما يلزوم.

2- ربيح: ربح ربيح. مثل مدح مديح

3- أبو الذبيح: إبراهيم خليل الله الذي فدى اللهُ ابنـَه بذبح عطيم.

4- كليم الله: موسى عليه السلام، وقد جاء بعده عيسى بن مريم عليه السلام.

5- إشارة إلى المتنبئين الذين ادعوا النبوءة في مختلف العصور،

وأمثالهم قديما وحديثا.

6- الفحيح: صوت تصدره الأفعى عند فزعها.

7- أولي بمعنى الذين وتكتب بالواو مثل: أولئك، وقد أخطأ الكير من الكتاب فكتبوها بدون واو.

8- قال إبراهيم الخليل: كما ورد في القرآن: (وأنا أول المسلمين)، لأن الدين واحد من عند الله أرسل لناس كافة بواسطة الرسل والأنبياء).

9- شق بن أنمار وسطيح بن مازن، وكان يدرج كما يدرج الثوب، ولا عظم فيه إلا الجمجمة). وكان في العرب منهم كثير وذكروهم في أشعارهم. فعند بن خلدون: الكهانة تعلم الغيب، وهي نبوة ناقصة، وهناك الكاهن كأنه مرشح نبي. فعند ابن خلدون ال أبن منظور في (لسان العرب): (سطيح هذا الكاهن الذئبي من بني ذئب كان يتكهن في الجاهلية، سمي بذلك لأنه لم يكن بين مفاصله قصب تعمده، فكان أبداً منبسطاً منسطحاً على الأرض لا يقدر على قيام ولا قعود، ويقال: كان لا عظم فيه سوى رأسه). وقال الثعالبي في (ثمار القلوب في المضاف والمنسوب): (سطيح الكاهن كان يطوى كما تطوى الحصير، ويتكلم بكل أعجوبة في الكهانة؛ وكذلك شق الكاهن، وكان نصف إنسان

10- تلميح لقوله تعالى: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح مَن زكاها وقد خاب مَن دساها). والملاحظ أن جميع الديانات السماوية والوضعية وحتى الأحزاب السياسية التي جاءت بعد الرسالات السماوية وقع فيها مثل ذلك لأسباب كثيرة متعددة، بدوافع عقائدية أو نفسية أو مصلحية.

11- تضمين لمعنى الآية الكريمة في الفرقان 43: أرأيـتَ من اتخذ إلهه هواه فأضله عن السبيل) وفي الجاثية 23. (أ فرأيتَ من اتخذ إلهه هواه)

 

في نصوص اليوم