نصوص أدبية

عشتارُ.. يا ابنة َ الحُبِّ الهارب

صالح موسى الطائيأتمشّى مُغترباً

مهزوماً في الحلم وفي الذكريات

أتسَكعُ في المُدن المغلقة الأبواب والقلوب

وجهي ينضَحُ وحشة ً... وحنين

ودمي جائعٌ...سكران يبحث عني....وعنك ِ

وعن أحلى موت ٍ

تحت نهديك ِ أو

فوق هذا العمر السراب

أتلفّتُ مرعوباً  في حركات العناق

فلقد جاءَ المغولُ من كلّ زمان ٍ ومكان

والقلبُ يصعدُ الى الرأس

يَصُبّ ُ فيه كلَّ ما تبقّى في الروح

من صُراخ ٍ ورجاء

ويهبط ُ فيك ِ لِكي يختصرَ الاوهام

فسقوط ُ آدمَ

وسقوط ُ الله في دموعي

هو ما يعصرُ كلّ خيالي المحاط ِ بالتاريخ المشلول

فدَعيني يا ابنة َ الحرب ِ

يا ابنة َ الحب ِ الهارب ِ من هذه الارض

دعيني أهبط ُ فوق خَصرِك ِ طفلاً

أو شيخاً تركته القوافلُ

عند مفترق الأفكار ِ

وعند سقوط المطر

ورعونة هذا القدر

يادمعة ً بحجم الروح ويا جسداً

يطفيء كلّ احتضاراتي

خلّيني أمارسُ وجودي

على  صدرك ِ ثانية

فلقد مللتُ هذا الفراغ

وهذا الوهم اللعين الذي

لا يظهرُ إلاّ في القصيدة الضائعة

وفي الوطن المجهول

يا آلهة الرقص والضياع

رأسي يتدلّي على جسدي الخراب

وذاكرتي تترنّحُ

بين الشياطين والسلاطين

حيث آلافُ الثعالب واالذئاب

وآلافُ لصوص ِ النفط  والدماء

وألف قنبلة ٍ ومليون قتيل

فلا أفُقَ اليومَ لي غيرعينيك ِ

وغير السعَف ِ المُتيبّس ِ تحت أقدام الغزاة

فدعيني يا عشتار أن أصرخ َ بمليون آه ٍ

وبقلب ٍ شريد ٍ ووحيد

لملمي أعضاء بنيكِ يا عشتارُ من هذي الشوارع

ودَعيني أحْمل رايتك ِ السوداء

صوب خرائبنا التي لم يبق فيها

غير قناني الخمر والكراسي الفارغة

وغير أحلام جماجم  خاوية ٍ

وصعاليك ليل ٍ

يشربون الموت ببطء ٍ

ويبصقون الدمَ فوق المحنة

والأرصفة الشاحبة

حيث الأراملُ والأيتام

والصيّادون

وتجّار الضمائر

وبائعوالمقابر والسجائر

والتوابيت

***

شعر: صالح الطائي

في نصوص اليوم