نصوص أدبية
إنَّ الصحوَ كفرٌ هنا
ما زالَ الليلُ هُنا
يأكلُ مِنِ جُثةِ هذا الحُلم القديم
بين الشوارع ِ
والأزقة ِ والأبواب
ما زالَ الموت ُ هُنا يَتَنَكّبُ سَلاطينَهُ
في الصمت الجُمهوري الذي
قد جاوز الصحراءَ
وعقمَ السماء والأوبئة
فالبلدة قد أصبحت تابوتا ً
وتأريخا ً لقيطا ً وسخام
وجماجمَ خاوية ً تترنّحُ
فوق أكتاف ِ خراب ٍ كبير
**
فانتَفضْ أيّها الصمتُ
ببقايا ضمير ٍ مُتعب ٍ
وبالفجر المؤجّل ِ منذ قرون
فانتفضْ...
وَصَلِّ لحُبّكَ واسْكرْ
إن ّ الصحوَ كفرٌ
أمامَ البشر المتطاير ِ في الأسواق
أو أمامَ الطفل الذي
يأكلُ من بقايا قاتله سنينا ً....
أمامَ العصافير التي لا تنامُ
إلاّ على ريشها الممزق
خُذ ْ كأسا ً أ ُخرى من هذا السراب
فالصحوُ كفرٌ هنا
والشمسُ ظلامٌ وحريق
والليلُ لصوصٌ ونعاج ٌ وذئابٌ
فاشربْ من عينيك َ الكأسَ الأخيرة
ولا تبك ِ أبداً...أبداً
فالكرة الأرضية ُ ما زالت تفور
والعاشقُ ما زال ينامُ مع الموت ِ
بكلِّ هدوء ٍ وأمان.
***
شعر صالح الطائـي