نصوص أدبية

أهْربُ بالدُّنيا

صالح موسى الطائييتوغـّلُ في رأسي الصدى  ...

محْمولاً على بقايا جُرح ٍ قديم ٍ

ووداع ٍ جديد

على فوضى وساوسَ

تتناسخُ في دمي

وفي أنفاسِ المدينة

تزدحمُ الروحُ بغيماتِ  العيون

أتصَفّحُ ليلي

أمامَ الصبّار المُخَضّب بالأوهام

**

يتوغلُ في رأسي الصدى ثانية ً...

ساحبا ً خطواتي نحو هاوية الهذيان

نحو حُلمي المتقاعد ِ منذ سنين

منتظراً تشييعَ وتوديع أسئلتي

حيث لا جوابَ في هذي الغابات الدمويّة ِ...

غير الذئاب

و فحيح الأخطبوط الدولي

**

ماذا أفعلُ...؟

ماذا أفعلُ في هذي الأرض البوليسية اليابسة...؟

ماذا أفعلُ أمامَ القرد الذي يشتمني...

والذي يأكلُ أيّامي

بأسنان ٍ ديمقراطية النهش ِ...؟

حيث لا صديق  غير الخريف

غير الوطن المعبّأ في جيوب السفلة

غير الدخان المتصاعد ِ من رأسي المُغطّى

بثلوج العمر ِ...

ونيران القيامة

**

تجرّني القصائدُ من قلبي...

ومن شفتي الناشفة

أستنجدُ بالكأس ِ

وبالحُبِّ الخارج ِ عن القانون...

بالعطر وبالزمن النابع من عينيك ِ

يا ضحكة ً تُبكيني

يا طلقة ً تُحْييني

يا أمّ البساتين...

**

أخرجُ من روحي  مضطرّاً ...

مضطرباً...

كي أسقط َ في جرحك ِ المجهول

كي أشاهدَ هذي المعاركَ

وهي تأكلُ أطفالها

إيماناً بالرعب...

بالمقاصل ِ وهي تدورُ...

بدولاب الولايات اللقيطة

**

فيا كوكبة الحُبّ

والأرض اليباب

لا أملك شيئا ً في هذا الظلام

غيرَ عينيك الغائمتين

إنّي أغرقُ مزهوّا ً...

حين أضيعُ على شفتيك

يا سمفونية العازف الهارب ِ بالدنيا

وبالموت ِ الصديق

أ ُحِبّك ِ...

أحبك...

أحبك...إ يماناً بالعشق وبالجنون

وَلأنك ِ مِرآتي وبوصلتي...

فَسَأُصَلّي على قدميك ِ مبتهجاً

أيّتُها النخلة ُ الشاهقة ُ الصبر ِ والخراب

يا شاهقة َ الجرح ِ والكبرياء

أيتها القدر....

أيتها الحُبّ ُ...

أيتها الوهمُ الشامخُ الجميل .

***

صالح الطائي

في نصوص اليوم