نصوص أدبية
بعد المسار
إليها وحدها!!
بعد المسار فأعيني لا تبصرُ
وطوى النهار إزاره ...
وتبددت أنواره نحو الظلام،
فأوجس النائي يريد المعبرُ .
فوددت لو أن العيون ..
مراكب لا تبحرُ،
أواهُ ....
كم برحت عيونك ...
تقتفي الأسرار والأخبار ...
والأشعار لا كلّتْ ولا ملّتْ ..
ولا أدمى بها السهرُ،
يا زهرتي وبيان تلك قصائدي
هذي العيون الناعسات المطفآت،
كما الشوارع إذْ مادت فراقدها ..
بليلٍ أجدرُ،
كفي الملام حبيبتي ..
فاللوم في غسق الليالي ..
الحالكات يكدرُ .
كفي عتابي زهرتي
ففي عتابك أدمعي أضحت ..
دماءٌ تقطرُ،
هبّي على جسدي النحيل ..
نسائماً،
فيها عبيراً من ودادك ...
يزهرُ،
الله ما أحلّى وداد الخافقين ..
بصمت عند ليلك وهو يمسي مقمرُ .
جفّتْ عيوني الصامتات الساهرات ...
واصبحتْ حيرى حبيسةِ ..
شدوك المتحيرُ .
ما بالها عين الوداد شحيحة ..
لا تمطرُ،
هي أدركت عمق الفراق ..
بلا لقاءٍ بيننا ..
فأوجستْ تيها حيالك تفخرُ،
لمّي وريقاتي ونفحة أسطري ..
لمّي صباحات تناثر زهرها ..
وبدتْ تلوك قصائدي وعقاربي ..
الولهى لوصلكِ معبرُ،
بيّ صرخةٌ تدمي الفؤاد ..
فيا لها من صرخةٍ
حتى الحديد تفجرُ،
تدوي بطياتِ الضلوع ..
وبالحشاشةِ تنخرُ،
هاك اليراع حبيبتي..
وهاكِ بلسمُ عنبري،
تالله أمسى عبيراً في ..
مسارك يقطرُ .
فبقيتُ أحدو في مواويل الهوى ..
وبالملامة أسهرُ،
لمّي الوصال حبيبتي ..
ها بتُ أمسي في غيابكِ أفقرُ،
وألوك بعض قصائدي ..
فلعلها تفضي بليلٍ سامقٍ
أشكو إليك مغاولي ومكابدي ...
علّ العتاب حبيبتي ..
هو أجدرُ،
فكسرتُ عكازي الذي أحبو به ..
فهو الدليلُ على سلامة
مصدري،
وهو الأسى الدامي لقلبٍ
تاه في وهد الصحارى ..
يبحث في هجير الرمل ..
وهو ظامئ يسعرُ .
تالله أفنيت القوافي كلها
فلعل في شدو القصائدِ ...
أحبرُ،
فلك الوداد حبيبتي ..
وقصائدي الولهى التي ..
أضحت لوصلك تهدرُ !!
ولك شوقي وشدوي عند ...
عند ذاك الليل ...
في ذاك السكون المقمر !!
***
عبد الزهرة الشباري
في البصــــــــــــــــ3/2/2018ـــرة