نصوص أدبية

دروبُ الوحدة

عاطف الدرابسةقلتُ لها :

ظمِئَ العودُ

والسَّماءُ مُثقلَةٌ

بالسُّحبِ

والمطرْ ..

 

يا لائمتي:

ليتَ السَّماءَ تمطِرُ

شوقاً

وحنيناً

وعطرْ ..

 

منذ أعوامٍ

وأنا أُقدِّمُ القرابينَ

لآلهةِ الحبِّ

لتأتيَ آيةٌ

من وجهِ القمرْ

فيستيقظُ

في أوردةِ القلبِ

نبضي

والسَّحرْ ..

 

يا عودُ

مَن قطَّعَ أوصالكَ

وأخرسَ فيكَ

بعد نبضيَ

الوترْ ؟

 

ما عادت حروفي

تتراقصُ على إيقاعِ

صوتِها

والمطرْ

ولا عاد النَّبضُ

يستجيبُ

لهمسِ العيونِ

لنداءِ الوصالِ

أو ارتعاشةِ النَّزفِ

في وريدِ الزَّهرْ ..

 

يا جمرَ المواقدِ

في القلوبِ

يا دمعَ الجُرحِ

في الرُّوحِ

يا غصَّةَ الصَّوتِ

في الخاطرِ

خذني إليكَ

لأرسو على مرافئِ الأحزانِ

وأكشفَ بين يديكَ

مخابِئَ أحزاني

وما تخزَّنَ في العُمرِ

من خسائري

والقهرْ ..

 

تهجَّى خفايا الدَّمعِ

في العمرِ

قبلَ أن تشدَّ أحزانيَ

معاني الرَّحيلِ

ومطايا الموتِ

وتعبرُ دروبَ الوحدةِ

ولهيبَ الانتظارِ

وأفولَ القمرْ !

 

يا أشرعةَ المطايا

كيف أجوزُ الصَّحارى

بلا ماءٍ

وأقطعُ البحارَ

والموجُ غاضبٌ منِّي

وخيولُ لغتي

بلا أزِّمَةٍ

تقودها الرِّيحُ

إلى أقصى المنافي

وأبعد مدىً

في أحزانيَ

والصَّدرْ ..

 

بالأمسِ زارني عطركِ

وأنا أُصارعُ أدمُعي

والقلقْ

فجفَّتْ الآهُ

في قلبي

وهي تستجدي

أطرافَ الخبرْ ..

 

هزمني الصَّمتُ

صمتُ الموتِ

فصاحَ من وراءِ قلبيَ الفجرُ :

ماذا تنتظرْ ؟

تأمَّل أيُّها النَّازفُ صمتَها

بيدٍ يحملُ فأساً

وبيدٍ يحملُ كفن

أطِلْ النَّظرْ

أصغِ إلى ندائِهِ

سيأخذكَ إلى هناكَ

حيثُ روحُها

والقبرْ !

*** 

د. عاطف الدرابسة

 

في نصوص اليوم