نصوص أدبية

أشكو إليك

عبد الفتاح المطلبيأشكوإليك مَذِلِّتــــــــــي وهَواني

ورفيفَ قلبي وانهيــــــارَ كياني

 

شكوايَ منك إليك محضُ ذريعةٍ

هلْ يشتكي نــهرٌ مــــن الجريانِ

 

ارأيتَ موجاً يشتكي مـــن بحرِهِ

هلْ تشتكي الغرقى منَ الطوفانِ

 

يا منْ إذا مـــــــــا لمتهُ وكأنني

قد لمتُ نفســي واتهمتُ جَناني

 

أنا لستُ أطلبُ مـن بخيلٍ مِنّةً

لايصلحُ البخـــــلاءُ للإحسانِ

 

لو كنتَ ذا قلــبٍ يرى ما حولَهُ

لرأيتَ كيفَ هــواكَ قد أردانيَ

 

وظننتَ أنكَ لا تُـلام إذا الخُطى

قد أبعدتكَ عن الفـــؤاد الحاني

 

وحسبتَ أن القلبَ أيــامَ  النوى

لا يشبه القلب المحـــبّ الداني

 

هذا هو الظـــــــــن المؤثمُ إنما

في الوصلِ والهجرانِ يستويانِ

 

لكنني أدري بأنـــــــــكَ موغلٌ

بدمي وقد عرَفَ القتيـلُ الجاني

 

أنكرتَ ذا أمْ لا فإنــــــكَ مولَعٌ

بالصيدِ تفتكُ بالفــــؤادِ الراني

 

عينانِ مثل كتيبتين ســــلاحُها

سودُ الرموشِ وفوقَــها سيفانِ

 

إنّ الدليلَ على الجنــــايةِ عَندَمٌ

قد ضجَّ في خديـــكَ أحمرَقاني

 

أوَما علمـــــــــتَ بأنني متولّهٌ

بشقيقِ لونِ شقائــــــقِ النعمانِ

 

وبأن ثغراً أحمـــــرَالشفتين قد

أردى الفؤاد بســـــــيّدِ الألوانِ

 

ياعودَ ريحانٍ تضـــوّعَ عطرُهُ

ياحبذا ضوعٌ مــــــن الريحانِ

 

يا ايها الفســـــــتانُ إنّي مغرمٌ

بالوردِ فوق الصــدرِ والرُمّان

 

يا نخلةً فرعاءَ لســـتُ أطولُها

توقي إلى الأعــذاقِ قـد أعياني

 

إن لمْ تكنْ فظّاً فمُنّ على الذي

في الليلِ منكَ وفي النهارِيعاني

 

قد فارقَ الجفنَ المنام وسهدّتْ

قلبي الوساوسُ والجـوى آذاني

 

في الليلِ أرنو للنجــوم أعدُّها

فلعلّني أقــــــوى على النسيانِ

 

قد خابَ سعيي إذْ رأيتُـكَ باسماً

تضع القلوبَ بكــــفّةِ الميزانِ

 

فإذا الذي ثقُــلَتْ بـــــهِ أشواقهُ

قد زدتَهُ ضــــغثاً من الأحزانِ

 

فبأي آلام الهـَـــــوى وشجونهِ

كذبتماني أيـــــــــــــها الثقلانِ

 

ووددتُ أن أرقى إليك فكيفَ أن

أرقى إلى ربٍّ بــــــــــلا هامانِ

***

عبد الفتاح المطلبي

 

 

في نصوص اليوم