نصوص أدبية

براءةٌ حتَّى يُشْرقَ الرَّافدانِ

سعد جرجيس سعيدبراءةٌ من النَّدى

من قاربٍ للشَّمْسِ ألقَى مَوْعِدَا

من طائرِ عادَ إلى مَنْزِلِهِ القديمْ

من قَمَرْ أرسلَ للبَحْرِ يَدَا

براءَةٌ

من طفلةٍ خائفةٍ

قالتْ لها أحلامُها

على طريقِ العُمْرِ تلقى وَلَدَا

من ضِفَّةٍ

تشتبكُ الحياةُ في شُرُوقِهَا

من شاعرِ... قصيدةً قصيدةً

ظلَّ يزورُ ليلَها

حتى رأى الوُجُود شَعْرَاً أسوَدَا

براءَةٌ

من جارِنا القديمِ...

من عُكَّازِهِ

من صوتهِ الحزينِ...

يَرْوي قِصَّةَ الفُرْسانِ والعِدَى

براءَةٌ

من نخلةٍ... واقِفَةً

تقرأُ شِعْراَ للمَدى

براءةٌ من دَمْعةٍ صّلَّت على جبينِهِ الشَّهيدْ

من حُزْنِها

وهي ترى عينيهِ في حِكَاية الرَّدَى

براءَةٌ

براءةٌ

إذا يظلُّ اللصُّ فِينَا سَيِّدَا

إذا رفَعْنَا صُورَةَ الجَبان فَوْقَ الشُّهَدَا

إذا بقولٍ كاذِبٍ

دوما ختَمْنَا المَشْهَدَا

براءَةٌ

فكلُّ شارِبٍ سُدَى

وكلُّ ثورةٍ ستبقَى زَبَدَا

إذا عراقُ الشَّمْسِ في ظلامِهِم

يبقى كانَّهُ

ما كان قبلُ الأمْجَدَا

**

ما احسنَ اللظى

ما أنبلَ الدَّما

ما أشرَف المُدَى

ما أعظمَ الصوتَ الذي يقولُهُ الرصاصْ

فكلُّ شيءٍ دونَهُ صَدَى

**

من كُلِّ غَيْبٍ يهبِطُ الجِيَاعْ

من كلِّ غيمٍ ينزلُ الشعبُ الذي تَشَرَّدَا

من كلِّ شمس يُرْسَلُ الجيلُ الذي

عن صمته تجرَّدَا

فدىً لكَ السَّارقونَ القَاتِلونَ فِدَى.. الشامِتُونَ فِدَى.. الحَاكِمُون فِدَى

غداً سيعلمُ الذين أحْرَقُوا أعْمَارَنا

واستنزَفُوا أمْطارَنا

.............. لا لن يظلَّ الشعبُ في مَزَاغِلٍ

بين الضَّلالِ الهُدَى

غداً

سيعرفونَ صوتَنَا غَدَا

***

سعد جرجيس سعيد

شاعر وأكاديمي/ العراق

 

 

في نصوص اليوم