نصوص أدبية

تباريح الصفصاف

عبد الفتاح المطلبيضقتُ ذرعـــــاً بآهتي وأنيني

ولظى النارِ فـــي أتونِ حنيني

 

لستُ أخشى عليَّ منـــكَ لأني

فيكَ أحيا وفيـــكَ أرقبُ حيني

 

ذائبٌ في هواك حتــى تدانتْ

قسوةٌ فيك مـن أناتي وليني

 

ما استظلّ البُزاةُ والبُغــثُ إلاّ

تحتَ صفصافِكَ الظليلِ المكينِ

 

تحتَ صفصافك الوريفِ مُقيلٌ

كلُّ شيءٍ عـــــداك لا يعنيني

 

 

فإذا مرّتِ النســــــــائمُ قالتْ

بعضَ معنـــــاكَ دونما تلقينِ

 

قالَ يوماً وفــي الفؤاد سرابٌ

ارأيتَ الأغصانَ؟ تلك جفوني

 

أتراها وقـــــــد تدلّتْ دموعاً

كاللآلي على أديـمٍي وطينِي

 

أتراني عقمـــــــتُ دونَ ثمارٍ

أوتنسى القِطافَ من (فاتوني)[1]

 

قلتُ لا يا حبيب لستُ خؤونا

أنت يا أيها الجميـــــلُ معيني

 

جُنّتي أنت من عذابي وكربي

أنت رُشدي إذا فقــدتُ يقيني

 

أنت ناري إذا شتــوتُ ودفئي

أنتَ بَردي إذا تقيــــظُ سنيني

 

ثقتي أنت والأعاصــيرُ شتّى

وبحارُ الأوهامِ تغوي سفيني

 

كلما تنكأ الليـــــالي جراحي

عُدتَ طيفاً بهــــاؤهُ يشفيني

 

وإذا جارتِ الحيــــــاةُ فإني

بي رجاءٌ إليكَ كيــما تقيني

 

طارَ سربي وأرقتني الليالي

لا أراها إليــــــهمو تهديني

 

لستُ أنساكَ يا جميـلُ فإني

بأغاني الأيامِ محـضُ رنينِ

 

أنت موّالي َالقديـــمُ ولحني

وربابي وناي ّ قلبي الحزينِ

 

فلتكنْ كوكباً يزيــــنُ سمائي

 داحضا في هواكَ بعضَ ظنوني

 

وأنا أشعلُ الشــــموعَ نذوراً

في محاريبِ حُسنكَ المكنونِ

 

كنتُ غرّاً لمّا أشـحتُ ولكن

أنت أدرى بفـــاقةِ المسكينِ

 

فأقِلْ عثرةَ المُــــــــقرِّ بذنبٍ

عذر قلبي بأن عشــقكَ ديني

***

 

عبد الفتاح المطلبي

...................

[1] الفاتون ثمرة اخترعها الشاعر جمال مصطفى  للصفصاف غير المثمر إكراما لجماله وظلهِ الوريف

 

في نصوص اليوم