تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

الحواري تناجي آلافها

صحيفة المثقفهذيان الفراشات يلملم خيوطها المتساقطة على وجدي فتلتبس الآهات

الأقحوان يفرك أصابعه فترتسم البدايات في رف هديل طيف الذكريات

يأتي الكنار يعانق افقها الممتد يطرزه بالحرير ومواسم حلم الصبوات

يحضنني عنفوان عبيرها ويديم لحظات التلاقي بين نبضات القلوب

توأمة الروح تعانق فاكهة البرق وتديرها في بروج خلد اللهيب المذاب

ندا حبنا الممتد تغتسل الدنيا بهواجسه وتسكرنا رسمات روح الرياحين

جذع الطريق يعرفنا على رفات القادمين منذ انتحار الوجد والزمهرير

مناجم الماس تتنابت في موج سمائها وتسافر باسمها أوجه النهارات

حدائق النهدات تحلل أقفال الرصد في مسامات جسمي ونبع الذهول

رائحة أحرف مسماها تسكر الكؤوس وتنبت الشجر في أقداح الظلال

حضورها الممتد يستجلب إلي البأس من عمق التاريخ وأقواس الظباء

ونبو خذ نصر يطوق وجه الحقيقة ويعبر اللهيب ويسبي أهل الخرافات

يعيد وهج الطمأنينة لوشاح النرجس وأسراب الغزلان وهمس الجفون

ويمد سجادة العابدين لأبناء الموحدين من اليبوسيين حماة خليل الرحمن

ولم يزل محراثه يبدد حالات التخريف ويميط اللثام عن سحرها الأخاذ

ويعيد مجدا تناقلته الأشعار وتعطره مدامع الهلال وحواف الصلبان

ولم يزل يقلب خريطة العمر يهديها لحمورابي صاحب تشريع المقال

يوجه بوصلة الروح إلى مدينة حباها الخالق بمياسم مهاني العشاق

ننظر في راحاتنا نقرا (من فقأ عين واحد منا فقأنا عينيه وأخرسناه)

يطهر قلوبنا بصلوات الوجد ويحفنا بالطيب الكامن في قرطيها والهلال

يسلم الراية للفاتحين (للفاروق وابوعبيدة والجند المجهولين في الحياة)

يحفرون على خاصرة محابسهم نفنى ولا تزولين يا حورية الرحمن

ويبقى اللغز ومضة يسرج القمر ويديم الزغردات في عروق السنين

يطاردون فلول القبعات السود وينمحي اللهيب في جرسية النغمات

والفاروق بمرقعته يذرع الحواري ويديم بسمات الطمأنينة في القلوب

يفترش التراب يعيد الشبق لأفق النرجس ومباسم النخيل والزيتون

ونشوة النصر تديم الفرح لأهل الصلبان والموحدين من أهل القران

وترى الحساسين تتهادى في لحظات ابتناء أقواس النصر و الصلوات

هواجسنا حب تكتحل منه مباسم الفجر ونقرا وصاياه من شمس الشفتين

الأحفاد يرسمون بهاء عشق العصافير واشتعال العوسج في نيسان

وتردد النسوة خاطرة الأقوال من نجوى التعري وانسياب إزار الإطار

قل ياعرب زورا القدس في نيسان من خوف الغرب اهيجو ويطمعوا فيها

فتتهادى الاقانيم للدفء في خضرة الصوت وهديل عرشها الكحلي

وتنسل من مقل الفجر رعشات شلالها الماسي تصد رتابة وحشة الآتين

من فرنجة وتتار ومغول ولهيب الحقد الوافد من جنبات البحار والقفار

وهاماتها الصارية تحرق المراكب وتحمل رغيف العيش وشعلة الكفاح

وتهل أنسام البخور من سورها الكنعاني يتبدى يحمل الآهات والصلبان

وينذر النفس لناسوتها المرمري وتنعم قوافل الطيب بالدفء والاهتزاز

والعقبان وطيور البوم تعري نفسها وتدمي عيون الفجر وانسياب الحياة

وعريك الأخاذ يبدع لوحة احتضان النهار واكتحال الفجر والتمتمات

غابات  الطيب وعذوبة دجلة ورذاذ الفرات وهمسات الخابور والثرثار

تشعل العوسج وتعيد الحياة لشريعة حمو رابي وتتوحد الفكرة للصلاح

ذرية صالحة ترتوي من نبع الفراتين وتنهض عزيمة الخلاص والنماء

سليل الأيوبيين صلاح الدين يعيد جذوة النصر والحياة لهمسات الثناء

وترى شلالات المحبة تحمل البخور والزعفران وحناء فآو الرياحين

تجوب أروقة المدينة مع أحفاد الكنعانيين وملكي صادق يهتف بالموال

وهذه رايات العشق تعبر باب العمود تحرق مراكب الفرنجة الغزاة

ونجمات الوهج تهل مرفرفة من باب الساهرة تصرخ في وجوه البغاة

وباب الأسباط لحن عطره يسكرني ويغرقني في لجة عبودية الرحمن

وعيون المشاة تفتح أجفانها على رائحة البن في باب المغاربة الأخاذ

ويمتد اللهيب إلى الظمأ الوثني العابر من سفوح اليمن إلى صدر الفوار

وعاصفة الطيب تخلخل أبواب المحتلين في باب النبي داود أو صهيون

براعم الشفاه تشعل مباسم الرمان والجلنار تقيم عرسها بباب الخليل

غليوم الثاني بمقدمه يفتتح باب الحديد لذكرى تتجدد في هواجس الديار

وباب الرحمة لم يزل بركانه يخفي ثورة تؤجج نشيج آهات الأكوان

يا عبد الملك استعجم جيل الأبناء فالباب الواحد لم يزل يغلقه الأعداء

والباب المزدوج صارت غزلانه نمورا تهيم من وجدها لعزة الأجداد

وبابك المثلث لم يزل يلبي هزار العيون ويعدد أناملنا الحالمات

صوت النبيذ السماوي تعانقه رعشات الطير وشهقة شهوات المزمور

جوقات الكناري مع هذيان الضفائر تحط على كتفي وعمق الشاطئين

وتتداخل مع نسمات أحياء  القدس العتيقة وتتدلى من السدرة النسمات

وعلى نار صدري يرتل الياسمين لحنه ويشيد هيكل صبوات النهدات

وتتناول العذراء رطبا تمدها للصائمين وتمرر يدها على رؤوس الأيتام

تعلم أبجدية الأخلاق للمارقين في حياتها والممات

تعيد نسيج الصبح وعطرها يتسلل يعيد الجذوة إلى المنصور والنعمان

وتتزين الأنهار من ثنائية النار وغيم اللهيب وشظايا العتق من النار وأجنحة الريح تحمل عبق الصخرة تعمدها مناديل الشوق والأحباب

تكتحل منها سنت هيلان وتبني البشارة ومهد المسيح وقيامة الزمان

والحي الإسلامي يعيد أرجوحة الروح إلى سمتها ويروي همها للتفاح

وفل الجنان يجعل شمس الصبابة تقيم في الحي المسيحي وثلج النسمات

والحي الارمني تنبع من جنباته انهار الأجراس ومدامع فجر اللحظات

والصوت الذهبي تنبع أوتاره من مآذن الأقصى وخطوات الغزلان

وثلج الليالي الموحشات  تظلل الحي اليهودي منذ أن خبت الانتصارات

وغدا السور ينبوع معرفة يتفجر عند اكتمال فجر الآتين من السماء

يا قدس الأقداس تصرين على رسو الحب في فنائك لطي جناح الظلام

وتأخذين بيدي تطوفين على عكا العجوز والكرمل ويافا ملكة الزمان

وتهزجين في قاهرة المعز والأزهر يبايع قطز يديم نشوة نيل الحياة

وتعبرين فرحة إلى القيروان تباركين ربيعها وانتصار عقبة والأحفاد

وتمضين إلى الاوراس تقبلين تربة الشهداء يعانقك المعتمد والموشحات

يأخذ بيدك بن زياد يكتحل برماد السفن قافلا إلى الملاذ يعانق السبطين

ظئر العروبة بغداد  تعلم أبجدية الأخلاق للمارقين في حياتها والممات

تعيد نسيج الصبح وعطرها يتسلل يعيد الجذوة إلى المنصور والنعمان

وتتزين الأنهار من ثنائية النار وغيم اللهيب وشظايا العتق من النار.

 

ا. د. نادي ساري الديك

رام الله /فلسطين

 

في نصوص اليوم