نصوص أدبية

ذاتَ عُمْر

عادل الحنظلذاتَ عُمْر

حين تعلمتُ أعدّ

وأحبُّ سطوعَ البدرْ

وزهاءَ اللون

وأرى في الغيم نقوشا

أتمادى في حلّ طلاسمِها

منذ رأى عقلي الغضّ

أنّ مياهَ النهر

وهفيفَ السعف

وعريشَ الكرْم

وتغاريدَ يمامِ النخل

أشياءٌ يعشقها العقل

منذ فطنتُ لمعنى الله

وسؤالي كيف.. وأين

ألقى في روعي

أستاذُ دروس الدين

ان الكلبَ الأسودَ ابليسٌ متنكّر

أن خسوفَ الشمس

غضبٌ من عند المتجبّر

حذّرني الّا أشدو مثل الطير

أنْ اتعوّذَ قبل دخول الدار

أنْ أتعامى في كل نهار

علّمني ألّا أخطو باليسرى

خشيةَ أن يركبني الجِنّ

جعلَ العطسةَ جرما

إنْ لم أتبعْها بالشكْر

ورَوى قصصا ماتت

قبل ولادةِ جدي العاشر

لا يفهمها ذهنُ غرير

أخبرني

أني لا شيء

لستُ سوى بضعةِ كفر

إنْ لم يلمس انفي طينَ الأرض

وأحيلُ الجبهةَ بقعةَ فحم

أرعَبَني

صيّرَ مني مسخا

يتفانى في ذلّ النفس

كي ينجو بعد خرابِ العمر

من تحقيقِ الشرطةِ في جوفِ القبر

***

عادل الحنظل

 

في نصوص اليوم