نصوص أدبية

الوردةُ والثورةُ والعنكبوتْ

صالح موسى الطائييستولي المَطرُ المتساقط ُ

من غيمات الروح

على رأسي ليلا

وعلى جرحي تتشظى القصائدُ والكلمات

أتمشى مع الصمت حذرا

بين الوردةِ

والثورةِ

والعنكبوتْ

خطواتي يرصدُها اغتصابٌ

ودمي حبٌ وعصافير

أحلامي تذرف يوميا

وطنا واشتياق ْ

حيث أطفال الله

تحت الاقدار

والامطار بلا قمر ٍ

وبلا ارض ٍ وبلا سماء

في أرصفة التاريخ

يعلكون المحنة َ و السخام

وخريف وحشي أسودُ

يحاول أن يأكلَ كلّ الفصول

لكن سماءك أكبرُ من أن

يؤدلجها اللصوص

فافتحْ كيانك َ للورد

كي تشمَّ عطرَ الثورة

وهي تزرع بين النهرين

ارواحا تزهر فجرا

وعشقا ازليا

وصباحا فيروزي البلابل والغرام

رغم الطوفان الدموي القادم

من كل القارات والبحار

رغم الارض الحبلى

بتوابيت الازهار والفراشات

ولا سلاح لديك

غير حلم يئن وحيدا

في الشوارع والطرقات

وغير ان تصرخ  في كل الساحات:

 

حُزني عَليكَ بحجْم الكون والزمَن ِ

ياجنّـتي وجَحيمي أنـتَ يا وطـنـي

 

اني لأبصرُ في عينيك  مـحكـمـة ً

وفـي نخيلِـكَ بُـركانا ً مـن الشجَـن

 

ياباصِقَ النفـط في كلّ الوجوهِ دَماً

وَيا مـزيجاً مـن الأحـْلام والمِـحَـن ِ

 

تـَناهَشَـتْ لَحْـمَـكَ الـذؤْبـانُ تاركـة ً

عِـظامـَكَ السـودَ لـلـتجّارِ والـدِمَـن ِ

 

أيا بلادا ً تَمادى الرعْـبُ في دَمِهـا

فـَلمْ تَعُـدْ غـيـرَمـقـتـول ٍ ومُـرْتَهَـن ِ

 

الوحشُ لا لمْ يَمُتْ، ما زالَ مُختبئاً

تحت العَمائم ِ والأحـزاب ِ والفِتـَن ِ

 

يُـبـَرْمِـجُ الـليـلَ والـسـرّاقَ ثـانـيـة ً

ويُـطعـمُ المـوتَ أطـفـالاً بـلا بـَدَن ِ

 

هل القيامَة ُبَعْض ٌ مِـنكَ يا وَجَعي؟

أكـادُ أكـفـُرُ بالأوطـان ِ يـا وطـني

 

تُـصارعُ اليأسَ أعـْواماً وتَهْـضُـمُهُ

وتلـثمُ الجـرحَ بالأوهـام ِ والـكفـَن ِ

 

هـذي الـجَنائـِنُ قـدْ ماتـَتْ مُـعلـّقـَة ً

مَعَ الـفـُراتيـنِ والأنـسان ِ والزمَن ِ

 

فالوعْـدُ كان لقيط َالروح ِ مُنحَرفا ً

الحقـدُ يرضعُـهُ في السـرّ والعـَلن ِ

 

جـلـدُ الثعابيـن ِ (هولاكو) يُجَـدّدُهُ

هُنا ببغدادَ صحبَ الموتِ والحَزَنِ

 

كلُّ الجهاتِ بها الطوفانُ من شرر ٍ

فَأيـنَ يَرحَلُ (نـوحٌ) مِـنكَ بالمُـدُن ِ؟

 

كِسْرى وَنيرونُ والعُربانُ خَلفهُما

وَأنْتَ وَحدَكَ حَتّى الصبْرُ لمْ يُعِـن ِ

 

أولادَ مِـقـْصَلةِ الـتأريـخ ِ يا جَـرَباً

تُفٌّ عَلى قَـدَر ٍ أعْمى الخُطى نَتِن ِ

 

قد اسْتَطالـَتْ منَ الكـُرسيِّ أرْجُلـُهُ

حَتـّى تـَعـَنْكَبَ بالأسْواطِ والضَغَنِ

 

أيها الفارسُ المتوغلُ في عنق الظلام

أيها المتورط ُ بأنفاس الوردة

وهي تسيل جمالا ودموع

دع السكر الوطني... كي تكون

جديرا بالثعالب وبالحياة

فليس لديك غير قلب ينبض

بالنار وبالثورة القاضية

***

شعر : صالح الطائي

 

 

في نصوص اليوم