نصوص أدبية

ليراتُ الذكرى

احمد الحليالقرشُ الأبيضُ

ينفعُ في اليومِ الأسودِ

وها أنذا استخرجُ

من كيسِ الذكرياتِ

ليراتِ لقاءاتي بكِ

لأبددَ وحشةَ أيّامي

 

تنتظرُ الأشجارُ قدومَ الربيعِ

لكي تُجدّدَ نضارتَها

إلا شجرتي

ترى ربيعَها

في معولِ الحطّابِ

 

أودّ ان أخبركِ

ان الدمعة التي سقطت

من عينكِ سهواً في آخرِ لقاءٍ

صارت بحيرةً تزدحمُ بتماسيحَ

تجلسُ معي كلّ صباحٍ

على مائدةِ الإفطار

 

أتساءَلُ:

هل يتوجّبُ عليَّ

من أجلِ اللحاقِ بكِ

ان أسيرَ بسرعةِ الضوءِ؟

 

منذُ ان ماتَ الفتى اليافعُ

ظلت الطيورُ تحطُّ

على شاهدةِ قبرِهِ وترحل

سوى طائرٍ وحيدٍ

يبقى يُطلِقُ نواحَهُ

حتى مغيبِ الشمسِ

ثم يندسّ في كفنِه

إنه طيفُ امّهِ

 

أستمهِلُ طيفَكِ الوضاءَ

أن يبقى لديَّ

أحاورُهُ أسألَهْ؛

لِمَ تشهَقُ

حينَ تراكِ السُنبلَهْ

 

قريبةُ وبعيده

شهِيّةُ وعنيده

أمدُّ يدي نحوَ مرجِكِ

فلا أقطفُ إلا الشوكَ

أراكِ تضحكينَ

وباحتراقي سعيده

 

مثلما يتسلّقُ اللبلابُ

غصناً مثقلاً بالثمارِ

كذلك يلذّ لي

أن أتسلّقَكِ

***

أحمد الحلي

 

 

في نصوص اليوم