نصوص أدبية
سِدرة السُّكْر
مطر.. وذي الجدران ستة أوجه
تقتات من عشب السكون وتسـرف
ودمي اشتهاء هائم في سِدْرِه
والكأس مــن تحــت الكروم تَزَلُّــف
وحناجر النيران تشهق في دمي
كفجائع فوق الفجائع تــزحف
إنْ غاب في حضني عناق خلتُه
أفقا ذبيحا في عروقي يرجف
في القلب مذبحة المياه ومرأة
فوق الزمان وزورق متطرف
شكلتُ من وهج الوريد عواصما
كمزارع المرجان ليست تنشف
عيناي للدنيا احتواء شاهق
والقلب للكون المشتت معطف
لا شأن لي بالريح ضدي أو معي
فالريح وَهْمٌ فوق وهم يعـزف
أمشي .. معي وحدي كصحو ماطر
من ضَجّة الصمت المزركش يغرف
هذي النواحي أحرقت أنحاءها
لما تلاقت قبلتان وأحـــرف
وجه من الفردوس ألقى دره
كنــبوءة في المنتهى تتكشف
في شعرك البرّيّ لي أرجوحة
وحقول ياقوت وسرب مرهف
صف من الصفصاف يغزو جبهتي
إنْ مَرَّ قربي ظلك المتـصوف
حولتُ فيك الأرض قبةَ راهب
تَسَعُ الــمحال وقَطرةً تتلهف
وربابةً تلقي ضفائر عطرها
وتبوح للدنيا بــما لا أعرف
من صدرك الريفيّ يندلع الشذى
كالقبّرات مع الفتوح تهــفهف
ما حط في دمعي غروب إنما
بستان قلـبي في جفوني ينـزف
وسعال جرح قد ترقرق فوقه
بَوْحي وكتماني ونبضي المسرف
***
شعر: قدور رحماني
