نصوص أدبية

المصير!!

صادق السامرائيمَصيرُ الخلقِ في أرْضٍ سَواءُ

رحابُ وجـــودهِ الأسْمى هَباءُ

 

ترابٌ صارَ حيّا مُستهاما

بواهيةٍ يُترْجِمُها الشَــراءُ

 

تُداهِمُهُ الرغائبُ كيفَ مالتْ

ويَقتلهُ التأمّلُ والرَجــــــــاءُ

 

كأنّ الحيَّ مَنكوبٌ بحيٍّ

وأنّ شرابَها دفقٌ دماءُ

 

 

وأنّ الخلقَ بالدنيا تمــاهى

يُصاحبُها كما شاءتْ يَشاءُ

 

فتلقمهُ الخَطايا والرَزايا

وتوهِمُهُ فيغشاهُ البَهــاءُ

 

ويًسعى في مَناقبها جَهولا

وإنْ ذَهبتْ سَيُرْعِبُهُ الجَفاءُ

 

أرانا في صَناديق انْتهاءٍ

يُعتّمُها التناحرُ والسَهاءُ

 

وما اتْضَحَتْ لمَوْجودٍ رُؤاها

مُغيّبةً يؤطرُهـــــــــا العَداءُ

 

سَرى موتٌ على الأمواتِ فيها

فهذا الإنْسُ مُرْتَقدٌ عَفـــــــــاءُ

 

إذا نَفثتْ بألفاظٍ هَواهـــا

يُزعْزع ذاتَها وَجعٌ بَلاءُ

 

تَرافدَتِ المَنايا واسْتدامتْ

ويُنكرها التشبثُ والبَقاءُ

 

بأكوانٍ على كوْنٍ أصالتْ

دوائرَها يُدوّرها ابْتـــداءُ

 

فتمْشي كلُّ واعـــدةٍ لحَتْفٍ

وقدْ خابَ الْتَشامُخُ والرَخاءُ

 

صَديقي جاءَ يُعْلمني بأمْرٍ

تبدّدَ بغتةً فنَمى انْطفـــاءُ

 

أصابَتهُ النوائبُ حينَ أوْجٍ

فأسْقطهُ التنكّرُ والذكــــاءُ

 

يُواجهُ نكسةً بلغتْ ذُراها

فيُطعِمُها التصبُّرُ والإباءُ

 

عَجائبُ إنّنا أنّتْ وكادَتْ

مُؤجَّجةً يؤمِّرُها الجزاءُ

 

مَوازينٌ بأفلاكٍ تساوَتْ

تقيّدنا ويَحْدونا الدَجاءُ

 

هيَ الدنيا بنا رَحُبَتْ وضاقتْ

وكمْ شقيَتْ بأجيالٍ أســــــاؤا

 

تُبادِلُنا انْتقامــــــا مُسْتعيرا

فيَصْدَعُنا التحارُبُ والوباءُ

 

تنبّهُنا الحوادثُ أيْنَ دارَتْ

فنُهْمِلها ويُغْرينا الثواءُ

 

وما انْقطعَ الزمانُ وما تَناسى

وإنَّ الأرضَ مَنهَجُها احْتواءُ

 

وليلُ البؤسِ مَبهـــورٌ بيأسٍ

ونعشُ نجومِه السبعُ البكاءُ

 

تَحومُ سِهامُها بين البَرايا

فترْدي مَنْ يُسيّرهُ الحُداءُ

 

بسامرّاءَ موْعِدُنا جَميعا

وإنّ مَصيرَنا حَتْمٌ فَناءُ

 

وأصْلُ الروح يَنبوعُ انْطلاقٍ

تَجلّى فــــــــــــي تَدفّقهِ النقاءُ

 

ومِنْ طينٍ خُلقنا ثمَّ كنّا

بنفْخةِ صانِعٍ تمَّ البناءُ

 

وإنّا حينَ جِئْنا مِنْ ثَراها

توطّنَنا التباغُضُ والعَناءُ

 

أ عاشَ الطينُ طينا قبلَ روحٍ

وإنْ ذهبتْ كأنّ الطينَ داءُ؟

 

تَعفّرَ طينُها بشَــــــرى نفوسٍ

لها في الْسوءِ صَولاتٌ ضِراءُ

 

تَمرّدَ خلقها وطغى فأرْدى

مؤملةً يُعانِقُها العَـــــــلاءُ

 

صَبَرْنا بينَ دائرةِ المآسي

ودُمْنا كيْفما شـــاءَ الشقاءُ

 

تُعللنا مَواجعُنا بيُسْــــــرٍ

ويَغنمُنا التناسُلُ والعَفاءُ

 

فقلْ وَفدَتْ إلى بَدنٍ ترابٍ

كأنَّ الأمرَ مَحتومٌ قضاءُ

 

حقائقها الحياةُ لها غِطاءٌ

وكنْزُ وجودنا طينٌ وماءُ

 

نَتيهُ بها إلى أمَلٍ بَهيجٍ

فيَخْطِفنا التنعُمُ والعَطاءُ

 

على أفقٍ مِنَ الآهاتِ تَسْعى

مواكبها بما وجبَ الدَهـــاءُ

 

وفينا مِنْ مَواجعِها أليـــــمٌ

يُهاجمنا فيصرعنا الطِواءُ

 

ومَن بلغَ الصُعودَ إلى ذُراها

سَيدْفعهُ لقيعانٍ شَنـــــــــــاءُ

 

تَعاظمتِ الخُطوب لمُنْتهاها

ومـــــا فَتِأتْ يُعزّزها القِلاء

 

إرادةُ كلّهــــا في بَعضِ كلٍّ

وضربةُ حَتْمِها أبداً مَضاءُ

 

ترافدتِ الحَوادثُ واسْتقامَتْ

يُوازنها التقاربُ والنَــــواءُ

 

فلا تَعْتَبْ على وَمَضٍ تَخابى

فأنّ وجودَنا خُدَعٌ سِحاءُ!!

 

وكورونا وما جَلبتْ إلينا

سَتوقظنا ليأتينا الدواءُ!!

  ***

د- صادق السامرائي

7\3\2020

 

في نصوص اليوم