نصوص أدبية

إيقاعُ كعبِكِ العالي

احمد الحليكيفَ لي ان أصِلَ إليكِ

والطريقُ زلِقةٌ جداً

وتحفّها مخاطرْ

كلّما اجتزتُ ناصيةً

بدت امامَ عينيَّ السدودُ

وآلافُ القناطرْ

 

مشدوداً إليكِ

بقوّةٍ سحريةٍ قاهرةٍ

مثلَ سفينةٍ

أصابتْ عقلَ رُبّانِها لوثةٌ

فأخذَ يهوي بها

نحوَ القاعِ منتشياً

 

أنا لم أعد أنا

ذابت أناي

في بودقةِ رغباتِكِ

إن شئتِ ومن أجلِ

ان أُدخلَ البهجةَ إلى قلبِكِ

صرتُ بهلواناً في سيركٍ

ليس به من جمهورٍ سواكِ

ينفخُ النارَ من فمِهِ

أو يُلاعِبُ بسوطِهِ أسَداً غاضباً

أو يسيرُ بدراجةٍ هوائيةٍ

فوقَ سلكٍ رفيعٍ

أو ينفضُ منديلَه

فتطير منه

بضعُ حماماتٍ بيض

 

أشيرُ بسبّابتي إليكِ

فتلتفّ أنشوطةٌ حولَ عُنُقي

وأراني أسيرُ

مَعصوبَ العينينِ

إلى هاوية

 

أُسقِطَ في يدي وأعيتني الحِيلْ

كيفَ لي بزورقي الصغيرِ

والمنهَكِ هذا

ان أقارِعَ موجَ البحرِ العاتي

لأصِلَ بهِ إلى مَشارِفِ زُحَلْ؟

  

تورّمتْ قدماي وانسحقتا

وجفّتْ في مآقيَّ الدموعْ

قطعتُ آلافَ الأميالِ

وأبصرتُ من الأهوالِ

ما لم يُبصرْهُ سواي

وقيلَ لي أنتَ

لم تبرح بعدُ

خطَّ الشروعْ

 

سأبوحُ بسرّ ثمالتي

للنبعِ والزنبقة

إني بكلّ قُبلةٍ منكِ

أرشفُ كأساً مُعتّقة

 

كانت جثتي المُسجّاة

بانتظارِ معجزةٍ ما

لكي تدبَّ فيها الحياةُ مُجدداً

هكذا فعلَتْ بي يدُكِ

حينَ وضعتِها بيدي

 

تنتابُ الأشياءَ

التي تقتربُ منها خطاكِ

حالةٌ من ذهولْ

إيقاعُ كعبِكِ العالي

من شأنِهِ

ان يُعيرَ نبضاً للحجر

***

أحمد الحلي

 

في نصوص اليوم