نصوص أدبية

سَتَمضي كورونا ويبقى الإنسان!

محمد المهديتَجُول في عيناكَ الكلمات،

و تَنْثَـني الهَمساتُ حَسيرةً..

تَرقُب أنفاسَ الياسمين المُنْدَسّـة خلفَ الجدار.

ها قد جاء الرّدى من كل حَدَب،

يُصارعُ الحُبَّ المَدْفونَ فينا منذ آلاف الحِقب،

و يخنُق الشّوقَ المنبعثَ من رَدْهات الحنين..

تَمُورُ الأحـلام بأطياف العاشقين،

حيثُ تَمادى الحنين في الاحتراق

على وَقْـع الصمت المطبق فينا..

فتَوارَتِ القُبُلاتُ والهَمساتُ

و الهدايا والعَطايا خَلف الإسمنت

الممتد مِـنّـا إلى أعماق الأرض!!

سريعا تَداعَتِ الذكريات المحبوسة،

و الأصواتُ المبْحوحة تناهتْ،

تَـرسُمُ زمانـا كان قبل الحِصار..

و تُؤَثّـِـثُ سماءً أُخرى،

مُقبِلَـةً على ليل من دون قَـمر .

و من دون أشجار تُواِري ظِلالُنـا

المنبطحة على ضفاف الساحات

عَورات عّـراها الوبــاء .

هل انقطع المسيرُ نحو الغد الهروب !

هل أسْمَعَتْـنا أصواتُ الآتين من خلفِ الموت

ترانيمَ القيامةِ على مَضض!

هل صار الحب مُجرد نَـزَق

يَغْفو كُلما أَوغل الخوفُ فِينا،

أو كلما عَـزّ اللقاء !!

فُرادى صِرنا نَنُـوءُ بِأحمالِ الوَجع

المتَرَسِّـــبِ فينا منذ الأزل..

حَيارى تُـهْنــا بين انسِدال الأفق وشُقوق الأمـل.

عَشْعَشَ الحزنُ فيــــــنا،

قلوبنا كومةٌ من قَشّ تآكلت من لظى الحَــــــر ..

كمِزْرابِ شَمسٍ تَقاذَفَتْـها الرّيــحُ على عَجل.

فهل لِتِـيـــهِنــا من أجَل؟؟

هل نعاودُ لعبةَ الحب بعد حين؟

هل تعود روابينا كفراشات تداعب الريح،

و تَسْتَــرِق النورَ من خيوط الشمس؟

فنُسابِـق انْسِلال الماء بين مَفاصل الصخر،

"و تدنو المسافات بينا"

و ينشر القمرُ رِداءَ السّهـر ..

هل سنُحِبُّ من جديد!!

و نعشقُ خضرة الرّبيع كما كنا وسقوط المطر!

هل سنستَعيد أيامَـــنا الخَوالي،

وأشعار الحب وحكايات الغـَجر؟

فَلْترحلْ أشباحُ الموت القادم من أقصى الأرض،

و لتمضِ أوقاتُــنا وئيدَةً ..

فنحن قومٌ لا نَحيا على عَجَـل.

هَكذا أَنبأتـني الأغنيـات..

و أَسَرَّت إلي عصافيـر الأمــل.

***

محمد المهدي – المغرب

01/04/2020

 

 

في نصوص اليوم