نصوص أدبية

يائسٌ وهَش

عبد اللطيف الصافيظِلِّي

يائِسٌ وهَشٌّ

مِثْل غُصنٍ ذابِل

حينَ أَكونُ مُنْغمِساً تَحْت غُبارِ الرُّفوفِ

أَبْحَثُ عَنْ أُغْنِيَاتٍ قَديمَةٍ

لِبُوبْ مَارْلي

أَوْ نَاسْ الـْغَيْوان

أوْ عَنْ مَعْنى مُتَنَكِرٍ وَسَط الْقَصيدَةِ

مُتَلَبِساً بَجُرْمِ الْغِوايَةِ

يَنْظُر إِليَّ بِعَيْنيْنِ غائِمَتَيْنِ

وَلَا يَتَكلَّمُ

إِنَّهُ يائِسٌ وَهَشٌّ

مِثْلَ عُصْفورٍ مَكْسورَ الْجَناحَيْن

كُلَّما حاوَلْتُ أَنْ أُفْرِغَ ذَاكِرَتي

مِنَ الْفَيْروسَاتِ الْمُتَجدِّدَة

وَأَنْتَشِلَ مِنْ رُكَام الْعُزْلةِ

مُحَاضَرةً فِي الْإقْتِصادِ

حَوْلَ الْعَوَامِلِ غَيْر الْإقْتِصادِيَة فِي التَّنْمِية

يَنْظُر إِلَيَّ بِعَيْنيْنِ حَالِمَتَيْنِ

وَلِسانُ حَالِهِ

يَتَلَعْثَمُ

ظِلِّي

الَّذِي يُرافِقُنِي مُنْذ ستَّةِ عُقودٍ

وَأَلْفَ عُنْقودٍ

يَمْنحُنِي فَيْءَ السَّنَوَاتِ الْمُهْمَلةِ

إِنَّهُ  يائِسٌ وَهَشٌّ

مِثْل ساعَةٍ مَهْجورَةٍ وَسَطَ رَمَادِ الْخُرَافَِاتِ

عِنْدَما أَصْرُخُ فيهِ

كَدُبٍّ قُطْبِيٍّ جَائِعٍ

أَوْ مِنْ شِدَّة الْوَلَهِ

يَنْظُرُ إِلَيََّ بِعَيْنيْنِ فَارِغَتَيْنِ

وَيَبْتَسِمُ

يَسْأَلُنِي بِصَوْتٍ خَافِتٍ

كَأنَّهُ آتٍ منْ أعْمَاقِ بِئْرٍ

أوْ مِنْ زَمَنٍ سَحِيقٍ

عَنِ الْمَواعِيدِ الْمُعَلَّقةِ عَلَى جَبَلِ الصمْتِ

بِحَبْل التَّسْويفِ

وَعَنِ الْأُمْنِياتِ

الَّتِي تَحِتَضِرُ فِي جُبِّ الْإِنْتِظارِ الْأسْوَدِ

وَحِينَ لَا أَجِدُ لهُ جَواباً

أَصْرُخُ فِيهِ مُجَدَّداً

مِثْلُ طِفْلٍ مُصَابٍ بِفوبْيا الْكِلابِ

فَيَرْمِينِي بِنَظْرَةٍ عِتَابٍ

غَامِضَةٍ

قَاسِيَّةٍ

وَيَقْفِزُ فِي الظَّلَامِ.

***

عبد اللطيف الصافي - كلميم /المغرب

 

في نصوص اليوم