نصوص أدبية

عيون ظامئة.. بلا أجفان

عبد اللطيف الصافيالْعُيُونُ ظَامِئَة

تَرْنُو

لِغَيْمَةٍ تَزْحَفُ بَعِيداً

نَحْوَ الْعَدَم

الْعُيُونُ الَّتِي تَذْرِفُ مِلْحَ  الْغُبَارِ

تَسْقُطُ أَجْفَانُهَا

كَظِلَالٍ مُتْعَبَةٍ

تَمْتَدُّ يَدُ اَلْعُشْب الْيَابِسِ

فَتَلْتَقِطَهَا

قَبْلَ أنْ يَلْتَهِمَها

مُوَاءُ قِطٍّ سَقِيمٍ

لَمْ تَدْمَعْ عَيْنَاهُ قَطُّ

أَوْ عُوَاءُ كَلْبٍ يَتِيمٍ

يُعَاشِرُ ظِلَّهُ فِي الظُّلْمَةِ

عُيُونُ الْمَدِينَةِ جَافَّةٌ

غَاضِبَةٌ

تُرَاقِبُ لَيْلَهَا الْمَنْسِيَّ

في العالم السفلي

مِنْ زَاوِيَة حَادَّةٍ

أَوْ مِنْ كُوَّةِ حِذَاءِ جُنْدِيٍّ

سَافِلٍ

بَاعَ كُلَّ مَا وَرِثَهُ مِنْ نَيَاشِينَ

ومَا دَوَّنَهُ مِنْ مُعْجِزَاتِ الْمَعَارِكِ

وَ حُرُوبِ الْعِصَابَاتِ

وَ قَبْلَ أَنْ يَنْتَحِرَ بِرَصَاصَتِهِ الْأَخِيرَةَ

الَّتِي عَلَاهَا صَدأُ الانتصار

أَهْدَى حِذَاءَهُ لِعَاهِرَةٍ

كَانَتْ تُقَاسِمُه رُكْناً مِنْ الْأَرْكَانِ الْمُدَنَّسَةِ

أصْبَحَتْ فِيمَا بَعْدُ

الْعَيْنَ السّاهِرَةَ

عَلَى صَمْتِ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ

وَ كُحْلاً

لِعُيُونٍ ظَامِئَة

بِلَا أَجْفَانٍ.

***

عبد اللطيف الصافي – كلميم / المغرب

 

 

في نصوص اليوم