نصوص أدبية

وضيَّعتِ الياسمينةُ السُّندباد

وليد العرفي لوجهِكِ  

آخرُ الأشواقِ أشعلُها وأحترقُ

جناحُ فراشةٍ قلبي

بصيصُ النُّورِ يُوهمُها

فتدنو مِنْ مجامِرهِ وتختَنقُ

 لتنفخَ جمرةَ الرُّؤيا

وتصهرُ فكرتي بندىً

 تعالقَ منْ صدىً ما زالَ ميراثي

وما ورّثْتُ منْ أحدٍ

 وهذا صوتيَ الحادي بصحراءٍ

 وما زلْتُ المسافرَ دونَ أمتعةٍ

وراحلتي على قدمٍ وساقٍ

 زحمةٌ هذي الدُّروبُ

وسندبادي ضَّيعتْهُ الياسمينةُ

لا جئاً سُمّيْتُ  في وطني

وأنكرني الحنينُ وشاطىءٌ ما زالَ فيهِ الرّملُ يحضُنني  

فضائي لا تُحدّدهُ الجهاتُ

وسمْتُ بوصلتي في داخلي

ناي الغريبُ بجرسِهِ

صوتُ الكناري

بُحَّة المعنى على شفةِ الرَّبابةِ

حينما يسري بها وجعٌ

 أنين الرَّجفةِ الأولى

 هسيس الَّلذَّةِ الأشهى

اتَّقادَ البؤبؤ الغافي

يُغمغمُ آهةً خجلى 

تنوسُ بومضِها حيناً وتأتلقُ

وثغراً كتَّمَ الآنَّاتِ

 آنَ الوردُ عطراً مِنْ شفاه النَّحلِ ينعتقُ

 مساري خلفَ غيمتِها

وأمطاري وعودُ الرَّعدِ 

أزمنتي فوانيسٌ

أعبّئُها بزيتِ الرّوحِ

كمْ زوَّادةٍ أحتاجُها لأتمَّ  مشواري

ولسْتُ أرى نهاياتٍ

مُغلَّقةٌ هيَ الآفاقُ

 أُرتجَ بابُها

وقدِ انطفَى في معْمداني الشَّمعُ حتَّى 

لمْ يعُدْ نورٌ

 يُرى في آخرِ السّردابِ

أوْ يتفتَّحُ النَّفقُ  !

***

شعر د. وليد العرفي

 

في نصوص اليوم