نصوص أدبية

طوافٌ في مداراتِها

وليد العرفي يمشي بلا قدمٍ كالرّيحِ يحملُهُ

           متنُ الخيالِ بحرفٍ غيثُهُ المطرُ

هتَّانَ يعدو على رؤياهُ في شَغَفٍ

              ولهانَ مِنْ تعَبٍ إذْ هدَّهُ السَّفرُ

كأنَّما منْ رؤاهُ ألفُ بارقةٍ 

           يُسابِقُ السَّمعَ في إرعادِهِ البصَرُ

يعلو بأغصانِهِ الجوزاءَ في فكَرٍ

           ولمْ يزلْ ثابتاً في أرضِهِ الشَّجرُ

جلالةُ الكشفِ عرَّتْ سرَّهُ لغةٌ

    ووضَّحَتْ مِنْ معاني البوحِ ما ستروا

يُؤالفُ الصَّمتَ إذْ معناهُ منْ ذهَبٍ

           يُؤلمسُ الحرفَ إذْ يشدو بهِ وترُ

وللتَّعابيرِ كالأحداقِ معجمُها 

             قدْ تأخذُ البدءَ أوْ تُستقدَمُ الأُخرُ

على مداهُ تبدَّتْ كنهَ فلسفةٍ   

           وفي أدانيهِ يحلو الوقفُ والنَّظرُ

أضمرْتُ أبجدَها عنْ كلِّ قافيةٍ

              فاسَّامقَتْ نخلةً عنقودها عَطِرُ

شمَّاءَ عطَّرها نفحُ الإلهِ شذا  

              عذراءَ ما مسَّها جِنٌّ ولا بشَرُ

تروي حكايتَها مِنْ ألفِ ليلتهِ   

            وشهرزادُ الهوى للموتِ تنتظرُ

وشهريارُ الغوى مازالَ مُتَّكئاً 

           وقدْ تأبلسَ في أضلاعِهِ الضَّجرُ

وللجمالِ عبورٌ ليسَ يعرفُهُ 

          إلَّا المريد الذي يُقضى لَهُ الوطرُ

فيقبسُ الجمرَ نوراً منْ مباهجِهِ 

            ويدفءُ الشَّمسَ لمَّا يبردِ القمرُ

وللسَّعادةِ معنى الرُّوحِ في جَسدٍ

              فليسَ تُعرَفُ لولا يُدرَكُ الأثرُ

والطَّيفُ سبعةُ ألوانٍ مُنسَّقةٍ

            في حدِّ مرآتِهِ الموشورُ ينشطرُ

يُجلي انعكاساتهِ الأطياف مُضمرةً

            وما سوى أبيضِ الألوانِ ينتشرُ

الشّعرُ إنْ لمْ يكنْ روحاً فهيكلُهُ

         حرفٌ سيذوي ولوْ في نسغِهِ نَهَرُ

ومثلُهُ الحبُّ إنْ لمْ ينتعشْ ثقةً

                 مآلُهُ الرّيحُ لا تُبقي ولا تذرُ

فلسْتُ غيرَ جناحٍ في فضاءِ يدٍ

              لوْ تبسطُ الكفُّ إذْ حُرّيَّتي قدَرُ

           ***

د. وليد العرفي

 

 

في نصوص اليوم