نصوص أدبية

كُلَّما آنَسْتُ قَبَساً مِنْ نَارِكِ

فِي هَذِه الصَّحْراءِ

الْمَفْتوحَةَ عَلَى اللاَّيَقِينِ

وَانْتَظَرتُ هُبُوبَ عِطْرِكِ

مَعَ سِرْبِ الْغَيْمَاتِ البَيْضَاءِ

وَمَرَايَا السَّرَابِ الْمُتَرَاقِصِ فَوْقَ الرَّمْلِ

تَزْحَفُ نَحْوِي ظِلالُ نَخْلٍ خَاوِيَّة

تَجْهَشُ بِالنُّباحِ

وَحَيْرَةِ الْقَوَافِلِ

الَّتِي نَاءَتْ فِي دُرُوبِ التِّيهِ

تَحْتَ سَمَاءٍ بِلَا نُجُومٍ

تَمُدُّ لِي جَدَائِلَهَا الْمُخَضَّبَةَ بِالْحَنِينِ

ثُمَّ تَرْمِينِي بِعُيُونٍ تَذْرِفُ دَمْعًا

حَارِقاً كَالْجَمْرِ

أَهُزُّ إِلََيَّ بِجُذُوعِها

فَتَسَّاقَطُ عَلَيَّ أَعْشَاشَ أَحْزَانٍ

مَنْصُوبَةً بِدِقَّةٍ مُتَنَاهِيِّةٍ

لِصَيْدِ الرُّؤُوسِ الْمُتَشَائِمَةِ

تُطَوِّقُنِي بِأَلْسِنَةٍ مِنْ طِين

تُفْشِي أَسْرَارَ الْعَاشِقِين

الْمَخْبُوءةَ فِي ذَاكِرَةِ الرِّيحِ

هَا أَنَذَا

أَسْنِدُ رَأْسِي عَلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ

عَارِيَّة

وَأَنَامُ كَمَسِيحٍ جَدِيدٍ

وُلِدَ مِنْ رَمَادِ يَوْمِهِ

لَيْلَةَ عِيدٍ

فَعَمَّدَتْهُ الْعَوَاصِفُ فِي مِلْحِ السَّرَابِ

أَنْتَظِرُ نَسْمَةً مُبَلَّلَةً بِعِطْرِكِ

وَقَبَساً مِنْ نَارِكِ

قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيَّ

فَأَغْرَقَ فِي ظِلِّ عَيْنَيْكِ.

***

عبد اللطيف الصافي /كلميم-المغرب