نصوص أدبية
تراتيلُ مطرٍ يُصَلّي
ماز لتِ في قدِّ المقامِ،
و في الندى،
في رحلةِ التكوينِ،
في النخلِ اليسوعِي !
**
بينَ العصافيرِ التي
هجرتْ عرائــــشَها
على خفقاتِ روحي و الدموعِ !
**
ضُمّي استباحاتِ المُدَى،
و تقطَّعي نُدفًا،
و نامي بينَ أسرابِ الشموعِ !
**
و أنا أوشّحُ وجهَكِ المنسيَّ
بالماءِ المقدَّسِ
و الأناملِ و الربيعِ !
**
تمشي تهرُّ الطينَ أنهارًا
على لغة الغمامِ،
و تستريحُ منَ الخشوعِ !
**
طيرٌ، يُجدِّلُ
منْ تلافيفِ الحقولِ سنابلًا،
صلَّى على محرابِ جوعي !
**
قلبي
يفتِّشُ عن ملامحِ طيفها،
عنْ وخزةِ الذكرى،
وعنْ طللِ الرجوعِ
**
رغمَ انكساراتي،
يُفيِّقُني الهوى،
أصبو إلى
تعويذةِ الخيطِ الرفيعِ
**
ما زلتِ شهقَةَ متعبٍ
رسمَ التباسي
فوقَ جدرانِ الغيابِ
على الضلوعِ !
**
العُشبُ يفلتُ منْ يديكِ
رسائلًا تبكي،
ورائحةُ الصنوبرِ في الربوع
**
وتوقَّفَ الشجرُ الأمينُ
عنِ الحراسةِ و الغناءِ،
و خَلوةِ الطفلِ الرضيعِ !
**
أنا مذْ عرفتُ بأنّها رحلتْ،
و ظِلُّ حفيفِها، بيني،
ارتعاشٌ في جميعي !
***
شعر: د. محمد سعيد العتيق