نصوص أدبية
مَاذَا سَيَقُولُ مُفَسِّرُو الْأَحْلَامِ؟
تُرَى..
مَاذَا سَيَقُولُ مُفَسِّرُو الْأَحْلَامِ؟
حِينَ تَجِيئِينَ بَغْتَةً فِي مَنَامِي
تَخْرُجِينَ مِنْ بَرْزَخٍ بَنَفْسَجِيٍّ
كَشَهْقَةِ الْقِيَّامَة
أَوْ كَزُغْرُودَةِ يَمَامَة
تَجِيئِينَ حَارِقَةً كَإِعْصَارٍ
أَوْ كَبُرْكَانٍ
وَ تَجِيئِينَ مِثْلُ مَلَاكٍ فِي فِنْجَانٍ
تَرْمِينِي بِلَظَى مُقْلَتَيْكِ
وتَخْتَبِئِينَ خَلْفَ شَذَرَاتٍ مِنَ السِّيرَة
ثُمَّ تَتْرُكِينِي أَسِيرَ الْحَيْرَةِ
مُكَبَّلاً بِقَيْدِ الْغِيَّابِ
مَاذَا سَيَقُولُ مُفَسِّرُوا الْأَحْلَامِ؟
حِينَ تَتَمَثَّلِينَ لِي فِي الْمَنَامِ
مِثْلُ زِنْبَقَةٍ آتِيَّةٍ مِنْ حُقُولِ الْفَرَحِ
أَوْ كَقِدِّيسَةٍ تُظَلِّلُهَا غَمَامَة
تَلْتَحِفِينَ زُرْقَةَ السَّمَاءِ
وَ قَوْسَ قُزَح
وَغِطَاءَ رَأْسٍ بِلَوْنِ الرَّمْلِ
تَلْتَقِطِينَ بُذُورَ الشَّمْسِ لَحْظَةَ الْأَصِيلِ
تَنْثُرِينَهَا فَوْقَ نُدُوبِ قَلْبِي
كَمَا يَفْعَلُ عَادَةً مُطْفِئُوا الْحَرَائِقِ
حِينَمَا تَشْتَعِلُ النَّارُ فِي مَمْلَكَةِ الزَّنَابِقِ
تُفْرِغِينَهُ مِنْ أَسْرَارِهِ
وَ تَخْتَفِينَ بَيْنَ أَجْفَانِ اللَّيْلِ
وَسَطَ غُبَارٍ كَثِيفٍ مِنَ الْهَذَيَانِ الْمُقَدَّسِ
والْكَلَامِ الْمُكَرَّسِ
لِلْإِسْتِسْلَامِ
مَاذَا سَيَقُولُ مُفَسِّرُوا الْأَحْلَامِ؟
عَنْ هَذَا الْأَسَى
الَّذِي يَنَامُ فِي حِضْنِي بِوَجْهٍ عَبُوسٍ
وَكَيْفَ سَأَنْسَى
وَجْهاً نَسَجَتْهُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ لَيْلَكٍ
وَ يَاسَمِين
ثُمَّ طَهَّرَتْه بمَاءٍ مَعِين
وَسَوَّتْهُ فِي رُوحِي كَالسِّحْرِ الْمُبِينِ
***
عبد اللطيف الصافي/المغرب