تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

سخط صامت

ايمن الناصحلن تسعَنا السماءُ مثلمَا لم تسعْنا الأرض

نحن يا صديقي أعداءُ انفسِنا قبلَ أن نولد

وأعداءُ الحياةِ ورفقاءُ التفاهة

في باطنِ عقولِنا متاهاتُ من زعاقٍ ورجعِ بكاء

وفي شرايينِنا سفنٌ محملةٌ بالأساطيرِ الملغزِة القديمة

ولكنَّها سفن خُلِقتْ غَرْقى

 وفي ضمائرِنا الممرغةِ بالخوفِ

 أفواجٌ من شياطينٍ تلجُّ في الوسواس

نحن يا سيدي وبوقاحة

 شكلُ الفراغَ وتجسيدُ العدمٍ الأحمرٍ والاسودٍ

هذه حالَنا

منذ آدم الأول وقبل الانبياء

 وبعدهم

 سنبقى

صحفُ الخطايا

وموتُ المروءةٍ ورمادُ الموقد المهجور

ارتالٌ منَّا تمشطُ مضاميرً الزمنٍ بأقدامِ خاويةِ

وتترنحُ لتراقصَ المشانق المنمقة

فيضيعُ الرقصُ مع (الرَدْسٍ) و(الهوْسات)

وأرواحٌ تصعدُ بأجنحةٍ الفجيعةٍ

شاكيةَ وضعيفةَ ومهزولةَ ومرتبكة

لا نحسن الكتابةَ إلا الزيف المموسق بـ(العتابَة والإبوذيات)

ولا نحسنُ العزفَ إلا بتشريفِ جنائزٍ المخدوعين بسخافة الأسماء المَمْجُوجَةٍ

فلوحاتنا الفارغةُ تُدَقُّ بأوتادِ من سخطِ صامتِ

وتكرهُ ان ترسمَ سوى شواهدَ القبور

تلفظنا مآسينا

وتتبنانا المقابر

 بقلب بارد وقبر مرقعٍ بالخُذلانٍ

نحن حفنةُ من ارقامٍ وكومةٍ من عظامٍ ينخرُها الصمتُ ويعتٍّقُها الأسى ليس إلا

فلا تستغربْ حينما ابصقُ على المرآةِ

والعنُ ماتسمٍّيه انتَ الفضيلةَ

واصارحك بدم بارد بكراهية تأكلني قبل أن تأكلَك

فالقلوب المتعفنة لا تتقنُ ولا تحسنُ ممارسةَ أكذوبة أن تتنفس .

***

أيمن الناصح - العراق

 

 

في نصوص اليوم