نصوص أدبية

تشرين ثنوة

ايمن الناصحضلال يحوط كل شيء

يحوطه التيه يزيده تلغيزا

الفرق بين الآن العوجاء

وبين الظل الشاحب والجاثم فوق صدر الروزنامة

هو فرق بيني وبين الوجود

هو أنا مبعثر ومثلوم مني الكثير

الملم أمسي العاثر في مأتم حي

أجمعني قطع وشظايا جمجمة منخورة

هاجرت مع نوارس دجلة البعيدة

تموت دجلة في عيني اليمنى

تموت عيني اليسرى دون أن تغطس في برد الفرات

يموت الجميع

تحيى المقابر وأرض السلام تغير يافطتها الى استراحة الموت العتيد....

كل النوافذ ثقوب في صدر الفتى الوثاب الى الحياة

كل الرصاصات حانية مسرعة أليك ايها الوثاب من أجل العدم الى خيبتك الأخيرة

ولكنك تبث العدم دم العنقاء وصورة العقاب في بطاقة العراق

تتركني موجة تريد ان تتكسر على حرفك وتقرأ عينيك الثائرتين

تتركني أنت

يا عطر التخرج من جامعة الخبل العابث بخيلاء مثقف جسور

اتركك للجسر

تصبح جسرا

يعبر الجمع

وتعبر انت يابوصلة الجنوب الحائر باصطياد الثكل

ثم ترحل

تذوي الجموع

تنتفض كل الضباع وتحتشد

في رئتي وبين دفاتري

تغتال السطر الأول

وتركض مهزومة

ولكنها تنسى

أنك الغلاف وان ذكراك متن العراق

 وكتف اخي وحضن امي

أمي التي عددها اليوم أكثر من ضباعهم

أمي وامك التي اعرتها لكل اليتامى في كل شتاء وفي كل انتحاب

هما انت

لم تترك مني جزء سواك

ولم افتقدك كثيرا

 فقد كنت وجودا بلا عنوان

ولكنك كنت خريطة

ودجلة والفرات

كنت التلاوة الأخيرة

لسفر الشرف (الاصلي) المعفر بماء الهور ونار التنور الطيني المالح وعطر خبزة فلاح (اصلي) لم يبع أرضه وبطاقة الناخب المذبوحة بالوعود

كنت الاصل

وتركت الاصل بلا وجوه ولا هوية

ومضيت

مصحوبا (بدلول) ومشيع باليقين الذي قاسمك سماء دفنتكما حيث عرش الله .

***

ايمن الناصح

 

في نصوص اليوم