نصوص أدبية

قصائد من دفتر الريح

ستار موزان1- احتدام

انا في طرف المدينة الشمالي

‎ .......إيهٍ

أنا أنظر إليك وأتململ

أرسم متاهة روحك في حلم دغل

وأسأل الشكَ الذي يتشكل

مامعنى الريح

اذا هبت من قلب غابة

‎أو من كتاب أزل

مامعنى الريح اذا غابت

وغابت معها الروح

ومالت على سفح جبل؟

انا فوق السيل القادم

من سر منابع الحجر

انظر إلى السهل

الذي يستقبل المطر

حيث شعلة الروح

تتلألأ عند إحتدام الأجل

**

2- ريح البيت الغريب

ميتةٌ هي الريح

لا أثر لها

لا مخابئ لها

ولا حجر يلوح لها

ولا أنيس يفضي عليها

ألمَ العابرين نحو هبوبها،

لكنَّ قوسَ المطر الملون

يُنهي المكانَ الذي لفهُ الوقت

يوم كان البرد يعلو مسارها،

وإذ هي ترى ماءها

تئنُ من شدة حصاها الذي يملأ

البيت الغريب ......

مالك الأشجار الغريبة،

وإذ هي .......أي الريح

تشدو بصفيرها الخافت

علَّ البقاء ينمو فوق البيت الغريب

البيت البعيد الذي نزل اليه الزمن روحاً

وإذ قال للأولين أمكثوا عند مخابئ الريح

فلو جاءت ثانيةً ودبت الروح في نسيجها

لوّحوا لها ان تصفرَ وتهدر بقوة

فوق ذلك البيت الغريب،

لكنَّهم لم يمكثوا هناك

ولمْ .

**

3- ماذا تبقى من الريح.

‫ماذا تبقى من الريح

غير هذا الأثر الجريح

ماذا تبقى من النهار

غير هذا الغبار الدوّار

ماذا تبقى من الإرتفاع

غير هذا الهيكل الصريع

وماذا تبقى غير هذا الإحتمال

ان تعبرَ سور المدينة خلسةً

وتنأى بعيداً عن كل انفصال

ماذا تبقى من هذا العبور

غير هذا المد الذي لا يفور

غير هذا الحجر الأزرق والأسفار

**

4- خاتمة

على ظلمة الجبل

حطَ خيطُ ذهب

فتدفق ماءٌ وعسل

وصادف غريب

يُوصل

الحجرَ الملون بالنهر

ولم يصلْ

ولم يقلْ

إن النهرَ رمزٌ

وان البرَ أجل

ولم يُلقِ خاتمةَ الوقت

على جسد الماء ولمْ

ولمْ يزل قارب النهر ماضياً

حيث نشيد الغريب سر سهل

لكنَّ الغريبَ أخبرَ الريحَ

أن تنخفضَ قليلاً

وتلمس ماءَ النهر

أن تنخفضَ أكثر

وتلمس حصى النهر

أن تُلقي أسماء المدن

في فورة الماء وتعلن الزمن الذي

راح يغلي في الغياب،

لكنَّ الريحَ ستأتي من الشمال

وستخبرنا عن اللذين عبروا النهرَ

اللذين جاءوا بلا مراكب تحملهم

أو مرافيء تستقبلُ حنينهم

ولا حتى

فصول تلون صورهم

أو وجودهم الزمني،

لكنَّهم سيأتون الليلة

محملينَ بالقصب والبردي

والماء الفضي،

سيأتون الليلة ويعبرون النهر

نحو بساتين الغبش

مات مطشر بن شلش.

**

5- تشيوء

الى غياث عبد الحميد الكاتب

ربما ينزل المعنى على جسد النشوء

ربما يتشيوءُ المجالُ الممغنط في حال القنوط،

ويسيرُ الزمنُ الغائب على درب الأفول،

ربما يتحللُ الغيم الثقيل بزوغاً في سماء الرحيل،

وأيُّ رحيلٍ هوى على صفائح الإرتفاع،

ولوّى نتواءاتِ النبوءة بلوح الإنخفاض،

وأنتَ ماذا تصنعُ بنفسك

ماذا تصنعُ بهذا الامتداد الغريب

ماذا تصنعُ بروحك التي تجهش بالبكاء

وتتدلى من الدمع بحراً،

ماذا تصنعُ بكل هذا النزول المُر

سلالمَ يقين،

ماذا تصنع بكل هذا الإلتواء

وتوقظُ جوقة العازفين على ليل البر

سراب،

إيهٍ موسيقى تنفذ في نهارٍ ضائع

وتحللُ جدران الحضور في اول الضجيج،

إيهٍ ياغياث

ياطالعاً للبر سفراً

ياضالعاً في المآتم سوراً

وثواب،

قدرناكَ نجمةً دوارة في الغياب

سوّرناكّ هيكلاً جديداً في الظل،

ربما تصنعُ لنفسكّ قارباً سحرياً

وتمضي في غلو النهر

ربما توقدُ في لحائهِ شموعاً خضراء

لتضيءَ نهراً ملتوياً في مداه

ربما يجنُ المرسوم في هواه

فيحينُ وقتُ البلوغ،

ياسيدة الأقدار

يانقيضة القرائن والأسرار

خذيني بيديكِ الضوئيتين

الى النواة،

خذيني بيديكِ لأتحللَ

في المدار،

خذيني لأدورَ دورةً عظمى

فاتحول الى نقطة غبار.

***

ستار موزان

شاعر عراقي مقيم في النرويج

 

في نصوص اليوم