نصوص أدبية

شريطة توفير النقل...

حمزة الشافعيأوقفوا التقاط الصور

في محافل منمقة

بعناية فائقة،

ففي المدينة الصغيرة

هوامش منهكة

تقف بعفوية،

دون أن تصل إليها

سيارة أجرة...

أسعدني إنتمائي

لجنوب بعيد،

فعدت إليه مبشرا

بعدما كادت المدينة الكبيرة

أن تلتهمني

كما تلتهم نيران الصحراء

جنود الوطن الأوفياء...

هوامش المدينة الصغيرة

أينك ؟

أريد أن ابلغك

بكل قواي...

لكن لا أستطيع،

فالحافلة التي ستقلني إليك،

تلتهم الزمن

فأصل متأخرا،

وتلتهم تفكيري

جراء كثرة توقف

في كل منعرج خطير،

فتتهاوى قواي

دقيقة دقيقة،

ساعة ساعة،

يوما يوما،

فوطنا وطنا...

في تلك الأوراق التي نسلمها لهم

وهي موقعة بحروف بارزة من ضمير،

كتبت عبارة ممكنة

قد تضمن لي بعض الوصول

إلى أطراف المدينة الصغيرة…

إلى هوامش متفرقة

من هامش أكبر؛

جنوبي المنسي!

"شريطة توفير النقل"

 كانت العبارة

وكان الرفض،

فما العمل للوصول

إلى أقصى هوامش المدينة الصغيرة؟

مدينتي،

 أعذريني

فلا طاقة لي

لأصل إلى كل أنفاسك

المتقطعة والمنتشرة

على مساحات طويلة

 حافي القدمين،

أو على دراجتي البسيطة...

وإذا ما بلغت طرفا من أطرافك البعيدة

ذات صمود،

فتأكدي

أني امتطيت صهوة ضمير

 يقاوم الاستسلام،

بعدما جعلوا عبارتي البريئة:

شريطة توفير النقل

ضمن المحرمات،

ومن المستحيلات...

***

حمزة الشافعي

تنغير/المغرب

 

 

في نصوص اليوم