نصوص أدبية

الراحلةُ الوحيدة...

صالح موسى الطائيبالوجهِ الحامل ِ ضحكة َ طفلين...

بالمطر المتساقط ِ فوق لُهاث المدينة

وبالفراشات ِ التي ترشفُ من خَدّيك ِ..

رحيق َ الأزل

وبالجنون الذي بيننا...

قدْ كنتُ الفائزَ الأوّلَ

على عزرائيل الدولي

في هذا الماراثون الدمويّ المجهول

كنتُ أحاورُ في عينيك ِ وجودي حتى الضياع...

وأنامُ على طيفك ِ أيّاماً وفصول

وأصحو على شفتيك ِ

وهي تمصّ ما تبقى من كياني

 

كنتُ أعرفُ أنّ نسيانك ِ

أكبرُ منّي

أيتها الجنة الغائبة

أيتها الوردة الازلية

أيتها العشقُ النابضُ في الجذور..

والعطرُ الإلهيُّ المتناهي

بين الكواكبِ والنجوم

واللقاءُ المستحيل

والفجرُ المتخثرُ في رأسي منذ آدم

دَعيني...

دعيني...

دعيني أنامُ على عتبات ِ روحي الحزينة

بين أرصفة السكارى

وذكريات الزمن القتيل

فلقد تعبَ الخيالُ

وخابتْ كلّ أشعاري واحتمالاتي

يا مَن لمْ أحلمْ بكلّ الجنات

إلا باحتراقي تحت عينيك ِ

فلماذا عانقت ِ التراب...؟

وتركتِني غريبا ً...

وحيداً...أهرول بين أسنان الضباع

ونباح الكلاب المعمّمة

أتسكعُ بين القارات والبحار

منتظرا وداعي الأخير لهذا العدم

بعيدا عن أهلي الذين لا يملكون غير

طين ٍ ونفط ٍ

ودماءٍ وصفيح

وشبابيكٍ من ذئاب ٍ وثعالب

حيثُ فصيلة ُ دمي وحشة ٌ

وانتظار طويل

أمّاغيمات روحي فتأبى

أن تمطرَ في العيون

فإلى متى يبقى الصبّارُ صديقي

ونديمي الوحيد...

أيتها الراحلة الوحيدة...؟

***

شعر  صالح الطائي

 

 

 

في نصوص اليوم