نصوص أدبية

كُنْتَ عاماً!!

صادق السامرائيكنتَ عاما مُسْتَبيْحا ذاتَنا

وعَـــــدُوَّا إصْطفانا كُلَّنا

 

بوباءٍ يَخْطِفُ الأرْواحَ جَمًّا

فَفَقَدْنا كـــــــــمْ عَزيْزٍ بَيْنَنا

 

كُنْتَ عُدْوانا شَديْدا فاتِكاً

بهُجـــــومٍ لا تَراهُ عَيْنُنا

 

بَلْ تَرى مَوْتا عَصوفاً جائِراً

وبَرايا عَنْ هَواءٍ في غِنى!!

 

مَـــــــوْتُها حَتْمٌ أكيْدٌ واقِعٌ

وبها الأيَّامُ هامَتْ بالضَنى

 

أيّها العامُ النكيدُ المُبْتلى

بوَجيْعٍ وخَطـــايا كَيْدِنا

 

قــــــــــد مَلأناها بسُوءٍ وافِرٍ

ضَجَّتِ الأرضُ وقالتْ ها أنا

 

ولنا فيها مُــــرادٌ ُمطْلقٌ

فاقَ ما فيْها وفيْنا ضُدُّنا

 

قد قسوْنا وغَفَلنا أرْضَنا

أيَّها الإنْسانُ إرْحَمْ أمَّنا

 

إنّها تَحْيا بخَوْفٍ دائِبٍ

وبِفَتلٍ إسْتطاعَتْ جَمْعَنا

 

إنْ تجاوزْنا حُدودا فوْقَها

إسْتَشاطَتْ فأعادتْ ضَمَّنا

 

يا وعاءً ما عَرَفْنا حَجْمَهُ

نَحْسَبُ الدُنْيا بِناءً أوْ مُنى

 

ولنا مِنْها وميْضٌ خافِتٌ

وكذا سِرْنا وعشنا يَوْمَنا

 

وبعامٍ جاهِمٍ مِنْ غَيْضِها

أيْقَظتْنا وأصابَتْ وعْيَنا

 

وبما أوْحَتْ وصالتْ نَحْوَنا

زعْزعَتْنا وأعادَتْ رُشْدَنا

 

قَبْلَ هذا كَمْ أرادَتْ وأشارَتْ

نَبّهَتْنا فنَكَـــــــــــرْنا دَوْرَنا

 

وتَوالتْ بِنِداءٍ واضِـــــحٍ

غَيْرَ أناّ قد غَشانا سُكْرُنا

 

فإذا الكَيُّ دَواءٌ آخِــــرٌ

وإذا نَحْنُ أخَفْنا بَعْضَنا

 

ومَضَيْنا بانْعِزالٍ دائِمٍ

وتَحَرّزْنا ودُمْنا بُعْدَنا

 

هلْ تَعَلّمْنا جَديْدا يا تًرى

وفَهِمْنا مِنْ وَجيْعٍ حَفّنا؟

 

هَمُّها النَّفسُ تُطيْعُ طَبْعَهــــا

وبِها الأحْداثُ أزْرى طَبْعُنا

 

تَتَقاسى في ذُراها صَوْلةٌ

ثمَّ مِنْها مـــا أخَذْنا دَرْسَنا

 

حالُها الدُنْيا دَؤوبٌ سَرْمَدٌ

وبها الأجْيالُ أطْمَتْ دَرْبَنا

 

لاجَديْدٌ بلْ قَديْمٌ عـــــائِدٌ

هكذا نَبْقى ونَنْسى حالَنا

 

بوَباءٍ ووَبـــاءٍ قــــــادمٍ

إنّنا نَحْيا وتَبْقى أرْضُنا!!

 

وبأسْمالِ زَمانٍ آثِـــــــمٍ

هَلْ تَدَثّرْنا وَصُنّا حَتْفَنا؟

 

أيّها التأريْخُ خَبِّـــــرْ إنّنا

ما اتْعَظْنا وأعَدْنا شَوْطَنا

 

كُلما جاءَتْ لجُرْفٍ هارئٍ

نَتَهاوى والسُّكارى قَبْلَنا!!

 

طبَّعَ الجَهْلُ نُفوسا فاغْتَوَتْ

وتَنامَتْ وأدامَتْ هَمَّنـــــــا

 

 تَلْعَنُ الأحْياءُ حَيًّا قادِما

وتَنادَتْ فأباحَتْ بَيْنَنـــا

 

مِنْ تُرابٍ لتُرابٍ خَطوُنا

وكذا عِشْنا تُرابٌ  قادَنا!!

 

غابَ عامٌ جاءَ عامٌ غاضِبٌ

وبنا الأيّامُ أفْنَتْ دَارنا!!

 

أيّها الوَيْلُ المُعَنّى بالوَرى

إنّها شاءَتْ وصاغَتْ خُلقَنا

 

وعلى الدنيا سلامٌ إنْ قَضَتْ

إنّنا نَحْيا ومَــــــوْتٌ سَعْيُّنا!!

 

فوَداعا عــــــــــامَ بؤْسٍ شانئٍ

هاجَتِ الأرْضُ فأوْهَتْ عَزْمَنا

 

مالنا فيْها خَيارٌ آخَــــرٌ

جَذبَةٌ دامَتْ وقيْدٌ شَدّنا

 

يا سِوارا مِنْ أجيجِ المُنْتَهى

وابْتداءً مـــــــا تَوانى بَعْدنا

 

"أيّها السَّاقي إليْكَ المُشْتَكى"

إنْ شكوْنا  قد أتَيْنا شكوَنا!!

 

هلْ ذهبنا لأليمٍ دائِبٍ

 فيَئِسْنا وحَمَلنا بؤسَنا

 

قلْ لخَيْرٍ دُمْتً حـــرّا مُشْرِقا

إنّ بَعْدَ العُسْرِ يُسْرا مُزْمِنا!!

***

د. صادق السامرائي

27\12\2020

 

 

 

في نصوص اليوم