نصوص أدبية

حاتم علي تغريبة فراقية للروح

صحيفة المثقفظمأ للتراب كالحنظل المر يحوم كالديجور في فراقية روحه عندما نبكي على هذي الحياة

خمر زماننا مزة حامضة روحها كأم ثكلى تستعطف كأس الموت لحيظات ليلثم ثرى المتعبين

موت يترجل في وخزات الروح تتتهد رقصاته كأنها مخبر لرجرجات الروح في المراة

أحزان زمان يشغل الروح في تباشير رثاء الأجراس على جسد مسجى معلقا على الصليب

يجلس رشدي وأحرف أبجديته العطشى يتركب منها جملا مظلمة الحس وتفاعيل الظنون

يتوهج مثل كمان صامت يحمل تراتيل الوجع البابلي في رحلة جلجامش للخلود

ضريحه يغمض الجفن تصاهره الكلمات تبكيه زهرات النارنج وتذبل سوسنات السفوح

أصوات المتعبين على ضفاف النيل تعلن أن الموت يسير في هدأة الليل البهيم

أصوات الحداة تأتي مشبعة بالنشيج من هوس الكرمل بحب حيفا ونهايات الحبر الوسيم

مبسمه يعبر شطان المغيب تسمع ماذن الوجع في درب الالام وأجراس المصلوبين

زمنه يفتقر لمواويل تصادي وحشة الأيام واعتزال حشرجات الليل البهيم

نايات الهزع تصدح نحيبا لتحريض وحشة الأيام وقرع أجراس اعتزال نهايات الزمان

لم تكن العزلة في صمت الشرنقات منفية من عقاب الروح وابتلال جسد الياسمين

غراب صامت يتجسس في حزن مصحف ينأى به وجع اليأس واندثار زمن الغارمين

ناسك في محراب الوجع المهجور ومراثي هجران الوحشة المشنوقة على ضفاف النيل الوسيم

مشاهد الليل تأتي بها حالات رهاب الكهنوت في انبلاج الامي تتدلى مع هاجس الغبوق

بسمته حاتم تنصبه لتماثيل الحزن المعشش في حالات الخليل وحارة الياسمين والجليل

وجعه يلبسنا قمصان اللاعودة وصمت الفواجع في حزن سواد الحنظل وتشققات التعابير

نزعه شواظ من نار يرتديه الليل مع لباس المتفردين في لسعات البشر طنين

مزامير الوجع في امتداد لهاث المراثي تنهب جداول الخصب في مرج ابن عامر واليرموك

في ملكوته تراه مشنوق الوجع في وهم الحكايا وابتراد غروب شمس تغريبته والهفوف

يرى وجع حزنه في تثنيات هموم العالمين يستوحش طريق العبور في لحيظات المغيب

يقتفي النيل جرح حدادنا على صدى الصوت وراحتيها النجوم تقرع حسرات الذبول

هاجسه ملؤ ريح تملأ راحتي بندامة الكسعي وتهاويم النجوم في دروب الكروم

يقف وراء النهر والنهر من بعده يسير خلف مزمار تراتيل الصلاة في الضاحية ووجد الحساسين

زوايا عباءة السواد من عهد طليطلة والظلام الكهل يبكي مواقع فراسة القدود

شقاء الهديل الممتد من سيف ذي الفقار وصلصال الليالي في هزيع الباسقات ومواويل القبور

تتوارثنا دموع الشموس لتعجن النفس بالحداء غنجات عشتار في مراثي تموز

تسرحين مع تقوسات ظهري مثل عصافير هزهزات النخيل ومدامع الكروم

تطير مدامعي مثل مباسم الزيتون والروح تمرح في هديلها بلا هديل لارتسام المجروح

فوق تلال خريف الزعفران ترتسمه سنبلات القمح حمامة للصلاة على الغياب

أرجوحة صوت المياه تضغر وجع السنابل في سهوات حوض يافا وخصلات الربيع

سحب من الصفصاف تباري نعشه وعينها تسرح مناديل الملكوت في العبرات

تطير مكاتيب من غابوا عن وجع الذكرى وتتنابت شجيرات أديم الارض والبؤس العنيد

ندمي يلملم بسمته عن الطرقات الممتدة من غفوة الشبل الجريح الى شط الغروب

تتشردين بين أغاني نصوب الأحزان ووادي مواويل الليمون في غسق الكفيف

هي الروح قد تتسع لرجعات حفيف شعيرات هوسه في عناق الخيول لهلال أيلول

تذكرني منارات الشافعي والنفيسة والحسين فقبري على سفح قاسيون ينتظر الوصول

طوبى لروحه تراكضها الغزلان فتذوب كالنسرين في سجدات النرجس وظلال المنثور

عيناه نوارس تمرح على دروب العنب في سفوح الخليل وتلال حلحول ومزارات الخليل

تغريبته تجرح صدرها الشفاف بتنهدات الوجع الممتد من صنعاء حتى الساقية الحمراء

لوز طمرة ينمو على أهداب عينيه والسحب العتيقة تقفل راجعة تطرق أبواب الجليل

نسرين بنات يعقوب يجعل الظلام يحدودب بالحزن ومناديل الحداد يسربلها الوداع

أجران البكاء تتسلق قمم النخيل على جنبات شط العرب وتضغر جديلة للتفاح في البقاع

غيوم عام جديد تودع نبوءة زهرة بيضاء يربها بردى بفطرته فيكون وجل الرمان

روحه تمسد ذاتها بشذوات اليرموك والعاصي ووجع الياسمين في حارات الشام

غزالة الوصل بسمتها بدر صيف تحرث روحها لتحفظ بسمته حتى مجيء الانتصار

تتوسدين حزننا تمسحين على صدره بحواف الدمع ترتسمه لحظات الغروب مزن الرحيل

نحيب العرايا في بيوت الصفيح ومخيمات اللجوء تعيد لروحه وهج البقاء في العرقوب

زهرات وجع الأحزان تتبعه تمحو تراتيل دروب الهديل في معمعان الأحزان

تسمعه يقول يرثيني هبوب النسيم من حبيبات الرمل في النقب والعناب على جنبات العيون

يحفر في جذوع الأحزان مباسم الشام وقسمات صدى النايات في لبنان ونينوى الحدباء

لوز طمرة يهيج لتزهر مواسم الليمون وتذرف السماء دموع النصر في حيفا ونابلس واللطرون

 

ا. د نادي ساري الديك - فلسطين

3/1/2021 م

..............................

إليه وهو يلثم التراب في تغريبته لينتشل وجع المتعبين ،ويطرز شارات الثبات في النفوس وقبلات اليقين، إلى حاتم علي رمزا يتجدد في نفوس الثابتين والقابضين على الجمر في زمن تتهاوى فيه قلاع الخنوع.

 

 

في نصوص اليوم