نصوص أدبية

مَجاهيْلٌ بجاهِلةٍ تواصَتْ

ومَجْهولٌ يؤاتيها فتاهَتْ

هيَ الدُنيا بما فيها أراها

على بَشرٍ بتَجْهيلٍ أناخَتْ

نَمُرُّ بها وما بَرَزَتْ سِواها

ونَفْسٌ مِنْ جَهالتِها تَصابَتْ

وما عَرَفَتْ نُفوسٌ مُنْطواهــا

ولا سَألتْ عَليْما كيْفَ جاءَتْ

تُخادِعُها نوازعُها فتَسْعى

لخائبَةٍ لمَكـــروبٍ تدانَتْ

تؤرِّقُنا وقدْ هَجَعَتْ قِواهـــــا

وغَطّتْ في سَكيْنَتِها وطابَتْ

عَليْنا مِنْ مَساوئِها اضْطرامٌ

يُؤجِّجُنا ومـــــا يَوما تخابَتْ

كأنّا فــــي مَعاقِلها حَيارى

تُباغِتُنا بما وَهبَتْ وشاءَتْ

وتُطْعِمُنا مِنَ الزقّوم شَهْدا

ونَحْسبُها لنا أمًّــــا أعالَتْ

إذا دَسَّتْ نوائبَهـــــــــا بفِعْلٍ

أضَلّتْ خَلقها وجَنَتْ وعاقَتْ

إرادَتُها سَتأْخُذُهــــا لمَسْعى

وتحْكُمُها بما وجَبَتْ وقالَتْ

تُساقيْنا بصَهْباءِ انْبِهارٍ

تُطوِّحُنا بأقْداحٍ توالَتْ

وتُطْرِبُنا بغانيَةٍ وأخْرى

 تُبادِلُنا أحاسيْسا أثارَتْ

لنا ظَهَرَتْ مُـــــــــــزوَّقةً بأنْسٍ

وَهَلْ يَوْماً عَنِ الأسْرارِ باحَتْ؟

فلا تَكْشفْ بها ساقـــــــاً وبَطْناً

فإنَّ الأرْضَ عَنْ بَشَرٍ أشاحَتْ!!

              ***

د. صادق السامرائي

6\12\2020